عطية الصيرفى قائد عمالى مصري من جيل الأربعينات ومن قيادات النقل المشترك، أنتمي منذ شبابه للحركة الشيوعية المصرية. تصدى الصيرفي لفكرة المركزية النقابية وطالب بتعدد المراكز النقابية باعتبار أن عسكرة الحركة النقابية هى سبب التخلف وأن الأصل هو التعددية.
يقول عنه النقابي كمال الانصاري، “النقابي والمناضل العمالي عطية الصيرفي، صاحب مقولة مصر هبة العمال، وهو من مواليد 1926 بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ويعد من أوائل النقابيين العماليين في مصر، ولقبوه زملائه بـ”العرضحالجي”، حيث بدأ حياته عاملا بشركة المحلة للغزل والنسيج, ثم عاملا في معسكرات الجيش البريطاني, ثم عاملا بوزارة الزراعة، ثم “كمسريا” بشركة أتوبيس وسط الدلتا.
بدأ الصيرفي حياته النقابية عام 1945، وشغل العديد من المواقع القيادية النقابية, وقد اعتقل في العهد الملكي وفي عهد جمال عبد الناصر وفى عهد السادات وفي عهد مبارك المخلوع، وبلغ إجمالي سنوات سجنه 15 عاما.
صدر قرار جمهوري بعزله سياسيا في عام 1953، ثم تحرر من عزله سياسيا بعد 22 عاما وعاد إلى ممارسة دوره النضالي مرة أخرى.
اتخذ الصيرفي الفكر الاشتراكي العلمي طريقا له في الحياة، وانضم إلى الحزب الشيوعي المصري, وأصبح عضوا بالمكتب السياسي فيه، وأسس مع مجموعة حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي في الدقهلية، وأصبح أمينا للحزب بميت غمر.
واجه الصيرفي العديد من التضييقات على عمله النقابي والشعبي, وقد ساند القضية الفلسطينية ورفض معاهدات الاستسلام، كما أطلق عليها.
وأسس مع مجموعة من النشطاء السياسيين المصريين اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية وقاد العديد من التظاهرات في القاهرة والدقهلية وميت غمر وجمع المساعدات العينية من أدوية وأغذية للشعب الفلسطيني أثناء الانتفاضة وحصار غزة بلغت الملايين من الجنيهات حتى أطلق الفلسطينيون على مدينة ميت غمر عاصمة الانتفاضة الفلسطينية في مصر لما قدمته من مساعدات مادية ومعنوية للشعب الفلسطيني بفضل نضالات عطية الصيرفي وجهده الدائم.
أرّخ الصيرفي لتاريخه وللحركة العمالية في مصر في كتاباته “دور العمال في المجتمع الاشتراكي والإنتاج- عمال التراحيل- نقابتنا فى خدمة السلطان- العمال والفلاحون يواجهون الرصاص والمشانق- عسكرة الحياة العمالية والنقابية “.
يرى صابر بركات، القيادي العمالي المخضرم أن أعظم درس تعلمه من أستاذه “عرضحالجي العمال” عطية الصيرفي، أن تكون مواقفك دائما مستقيمة وتدافع عن حقوق العمال ولا تحيد عنها مهما كان الثمن .
رحل عطية الصيرفي مطلع يونيو 2011 عن عمر يناهز 85 عاما لم يحظ فيهم بعيش آمن لكنه ترك إرثا حافلا للأجيال النقابية المتعاقبة التي تخوض حاليا معركة الاستقلال النقابي التي مهد لها الصيرفي قبل 37 عاما.