جددت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية، بالأمس الأحد، مناقشتها للخطة التي حضرتها ما يسمى “وزارة الهجرة والاستيعاب” لاستقدام 3 آلاف طبيب يهودي من جميع أنحاء العالم، وذلك لتحجيم الارتفاع المتواصل في نسبة الأطباء العرب بالجهاز الصحي بالبلاد.
وتأتي هذه الخطة التي أعدتها وزيرة “الهجرة والاستيعاب” بنينا تامانو شطا، وهي من أصول أثيوبية، تحت ذريعة سد النقص في الجهاز الصحي في البلاد، حيث إن هناك نقص بحوالي 5 آلاف مهنة طبية في المستشفيات والمراكز الطبية.
وبظل الادعاء بوجود النقص بالملكات في الجهاز الصحي، هناك المئات من الأطباء العرب ممن اجتازوا بنجاح كافة الامتحانات وحصلوا على رخصة مزاولة المهنة، لا يتم تشغيلهم ودمجهم بالجهاز الصحي في البلاد، وفق موقع (عرب 48).
وبحسب الخطة، ستقوم “وزارة الهجرة والاستيعاب” بالتعاون مع الوكالة اليهودية على استقدام 3 آلاف طبيب، غالبيتهم من دول الاتحاد السوفييتي سابقا، وكندا وفرنسا والأرجنتين وأوروبا الشرقية، علما أنه تم استقدام 21 ألف يهودي منذ بداية العام الجاري، وذلك على الرغم من الإغلاقات والتقييدات بظل جائحة كورونا.
وبغية المصادقة على الخطة، من المتوقع أن ترصد الحكومة الإسرائيلية ميزانية خاصة بغية الشروع في إخراج الخطة إلى حيز التنفيذ، وكذلك رصد ميزانيات إضافية من أجل تأهيل الأطباء اليهود الذين يتم استقدامهم ليتسنى لهم تجاوز الامتحانات والحصول على رخصة مزاولة المهنة والانخراط في الجهاز الصحي الإسرائيلي.
وتأتي خطة إسرائيل في وقت تتواصل نسبة الأطباء العرب الارتفاع، حيث إن اللغة العربية باتت منتشرة في جهاز الصحة، من مستشفيات وعيادات، في إشارة الى ارتفاع أعداد ونسبة الطبيبات والأطباء العرب، بعد أن كان على مدار عقود مغلق أمام العرب وعليه كانت نسبتهم بالجهاز الصحي هامشية.
الجدير بالذكر بأنه رغم الموجة الرابعة ، فقد قفزت الهجرة اليهودية إلى داخل الأراضي المحتلة بنسبة 30٪ ، حيث هاجر حوالي 20،360 مهاجرًا من جميع أنحاء العالم ، مقارنة بـ 15،598 في نفس الفترة من العام الماضي. هذا على الرغم من معارضة مسؤولي وزارة الصحة الذين جادلوا بضرورة حظر الدخول إلى البلاد بعد كورونا. من خلال مخطط خاص لوزارة الهجرة والاستيعاب والوكالة اليهودية ، استمر تدفق الهجرة على الرغم من إلغاء الرحلات وإغلاقها في مختلف دول العالم.
كما تظهر البيانات أن الدول الرائدة في عدد المهاجرين هذا العام هي روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وأوكرانيا وإثيوبيا ، وأكثر من نصف المهاجرين هم من الشباب حتى سن 35. التكنولوجيا والهندسة ، 4.2٪ في المهن الطبية وشبه الطبية ، 3.6٪ في مهن المحاسبة والقانون و 2.7٪ من المهاجرين في مهن التعليم.
إحصائية أخرى مثيرة للاهتمام هي أن المدينة التي استوعبت أكبر عدد من المهاجرين هي القدس ، حيث اختار أكثر من 2180 مهاجرًا العيش. تليها تل أبيب 2،122 مهاجرًا ، ونتانيا 2031 مهاجرًا ، وحيفا مع 1410 مهاجرًا ، وأشدود بحوالي 744 مهاجرًا جديدًا.
فمتى تنتهي دولة الاحتلال عن سياسة التمييز العنصري تبعاً للعرق و الدين ؟ و متى يستيقظ المجتمع الدولي لإيقاف كل تلك العنصرية و الاعتراف بأنها دولة عنصرية و عسكرية و دينية في الوقت ذاته؟