قضت محكمة جنح الشواشنة بالفيوم، دائرة جرائم العنف ضد المرأة، بحبس أحمد تحيف، في القضية رقم 2764 لسنة 2021 جنح الشواشنة، 6 أشهر، مدانًا بالضرب. بالإضافة إلى تغريمه 28 ألف جنيه عن إدانته بالتنمر بحق «رانيا رشوان» المعروفة إعلاميًا بـ«ضحية الحجاب».
كما قررت دائرة جرائم العنف أن يؤدي المتهم للمدعية بالحق المدني مبلغ 100 ألف جنيه، على سبيل التعويض المدني المؤقت، وفق المحامي ياسر سعد، وكيل المجنى عليها.
و قد انضمت الفتاة العشرينية «رانيا رشوان» إلى طابور ضحايا العنف الجندري في مصر، بعد شكواها من تعرضها لسلسة من أحداث الاضطهاد والاعتداء البدني لرغبتها في خلع النقاب ثم الحجاب ، فكانت آخر حلقاتها افتعال حريق جوار منزلها كاد يحرق بيتها. وذلك بعد ساعات من حجز قضيتها ضد «تحيف» للحكم. بحسب بث مباشر أذاعته عبر صفحتها الشخصية على «فيسبوك».
وتعود أزمة «رانيا» إلى يونيو الماضي، حينما تعرضت للاعتداء بالضرب والاضطهاد والعنف والتشهير عقابًا على رغبتها بخلع الحجاب. في واقعة علقت عليها: «أنا تعرضت للعنف بسبب خلع الحجاب، بكامل إرادتي. ولم أطلب من أحد أن يفعل مثلي. وبدون ما أفرض رأي على أحد.. أنا كده بكامل إرادتي».
ولم يكن الاعتداء عليها أولى أزمات أسرتها في قريتهم بالفيوم. إذ تعيش مع أشقائها الفتيات بعد انتحار شقيقها. والذي ساهمت أفكار القرية المتشددة في دفعه للانتحار، على حد قولها. «أخويا تعرض لاضطهاد بشأن آرائه حول الإنسانية وبسبب رأيه بأن حرام الناس تقتل بسبب الهوية. زمايله دفعوه للانتحاء في ديسمبر الماضي بعد نبذه واضطهاده”.
مقطع الفيديو الذي نشرته «رانيا» حينها، حصل على مئات المشاهدات. وقد تضمن جملة مكررة «ماحدث معي إن المجتمع رافضني بسبب قلعي الحجاب، والقرية مش متقبلة وجودي أنا مطلبتش من حد يقلع الحجاب».
من جانبه، أوضح المحامي ياسر سعد، أن المتهم أحمد تحيف أشاع في أرجاء القرية أن «رانيا» خلعت الحجاب بتحريض من الكنيسة. واتهم إياها بتلقي أموالاً لهذا الغرض. وفي أعقاب محاولتها إسكات تلك الشائعات، تعرضت «رانيا» للاحتجاز والاستيلاء على هاتفها بالقوة. فضلاً عن التحرش بها من قبل آخرين. وقد حررت بذلك محضرًا في مركز شرطة الشواشنة.
محضر الشرطة تضمن أسماء المتهمين: أحمد تحيف حسن، وأحمد محمد الدسوقي، ومحروس محمد الدسوقي، وتامر تحيف، وحسن ومحمد كليب محمد. وذلك لأنهم احتجزوا المجني عليها رانيا رشوان. بينما هتك عرضها المتهم الثالث، وضربها الأول والثاني.
«النيابة حركت المحضر بإحالة 6 متهمين بهتك العرض واحتجاز بدون وجه حق والضرب والتنمر والتحرش»؛ يقول سعد، الذي أوضح أن النيابة الكلية استبعدت عدد من المتهمين بالضرب والتنمر واقتصرت التهمة على واحد فقط. إلى جانب الإبقاء على تهمتي الضرب والتنمر.
أحيلت القضية إلى المحاكمة في سبتمبر الماضي، وتم الدفع بإحالة الدعوى للنيابة العامة لاتخاذ شؤونها بإدخال متهمين جدد ولتغيير القيد والوصف. نظرًا لأن الاتهامات تمت بغرض إرهاب المجني عليها، وفقًا للمحامي ياسر سعد.
وحولت المحكمة الدعوى لدائرة خاصة بقضايا العنف ضد المرأة في محكمة أبشواي. وحضر محامي المجني عليها ودفع بالدفوع نفسها. وصدر الحكم الذي وصفه المحامي بأنه ليس نهائيًا، وطبقا للواقعة قليل جدا، ولكننا حكم ضد معتدي على فتاة أرادت خلع الحجاب وهو الأول من نوعه، فمن المقرر التقدم للنيابة للاستئناف على الحكم للوصول لعقوبة أكبر.
صاحبة الحكم رانيا رشوان، علقت على الحكم الصادر بـ 6 أشهر، بأنه لا يعوض ما تعرضت له وأشقاؤها. لكنه أرضاها لكونه صدر بعد وقت قليل وليس سنوات. «نظرًا لما وقع معي من اعتداء وضرب أنا مبسوطة إنه سيتم حبسه.. المشكلة اتحلت، أنا طلعت صح.. ومش هخاف تاني أخد حقي».
يمثل الحكم القضائي في قضية رانيا رشوان رادعاً قويا لكل من يتدخل في حريات الآخرين بالاختيارفي أفكاره و معتقداته و ملبسه و طريقة حياته و ذلك كله يكفله القانون و مواثيق حقوق الإنسان فهل ستستمر الأحكام القضائية بهذا الشكل في مصر لمنع العنف ضد النساء أن أن البراءات ستكون أكثر من الإدانة في هذه القضايا ؟