أثارت أزمة تأخر مواعيد وصول القطارات خلال الأسبوع الماضي موجه من الجدل، خاصة أن سبب تأخر القطارات هو اتباع تعليمات وزارة النقل، وليس تقصيرا من سائقي القطارات.
الأزمة الأخيرة كان سببها الحكم الذي صدر ضد فتحي علي السيد، قائد قطار 898 (أسوان القاهرة)، المعروف بقائد قطار النجيلي، بالسجن 9 سنوات، وتغريمه 25 ألف جنيه، لتسببه في إصابة 9 مواطنين، وهو ما دعا سائقي القطارات للالتزام بالتعليمات وتشغيل جهاز ATC للربط الآلي، والذي يحدد سرعة القطارات، ولا يترك لقائد القطار مجالا لزيادة سرعة القطا عما هو متاح له.
مظلومية قائد قطار النجيلي عبرت عنها استغاثة نجله “وجدي”، الذي يعمل فني ميكانيكي بإحدى ورش هيئة السكك الحديدية، لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، فقد أكد على أن هيئة الأرصاد الجوية أصدرت منشورا لسوء الأحوال الجوية يوم الخميس الموافق 12 مارس الماضي، أرسلته إلى جميع الهيئات والمنشآت العامة والخاصة، كما صدر بيان رسمي بأجازة يوم الخميس لسوء الأحوال الجوية، حفاظا على سلامة المواطنين، مؤكدا أن الهيئة لم تأخد بهذا القرار، ولا انتبهت إلى المصائب التي قد تحدث، ومع كل التحذيرات التي أعلنت عنها هيئة الأرصاد لم تصدر هيئة السكك الحديدية قرارا بإيقاف حركة القطارات إلا بعد وقوع الحادث.
وأكد أن القطار تأخر 3 ساعة عن ميعاد قيامه من أسوان، وبالتالي من المفترض أن يصل القاهرة بعد أسبوع،
وكان لديه أمر ٧ حركة يفيد بأن الطريق خالي ولا يوجد به أي قطارات أمامه وبرج إشارات إمبابة أعطاه تصريح بالسير، فكيف تم تحديد السرعة، رغم أن جهاز ATC لا يوجد به إشارة.
وقال أنه لو أن والده السائق التزم بالتعليمات والسير بواسطة جهاز ACT فلن يصل إلي القاهرة خلال أسبوع من تاريخ وصوله محطة مصر، لسوء الأحوال الجوية والأمطار، وقد يحدث تجمهر من الركاب بسبب بطء سير القطار.
وشكك وجدي في تقرير هيئة السكك الحديدية، قائلا: “قامت الهيئة بتشكيل لجنه فنية لمعاينة مكان الحادث، بعد وقوعه بأربعة أيام، وبالتالي يعتبر التقرير باطل، ولا يصح الأخذ به، وكان من الأفضل أن تتم المعاينة فور وقوع الحادث مباشرة، وكتابة التقارير.
قال شريف ياسين، خبير النقل، على صفحة عالم النقل والسكك الحديدية، التي تضم أكثر من 59 ألف عضو: “مشكلة الربط الآلي ATC لها ما يقارب ٢٥ عام، وبسببها تم إلغاء نظام التقاطر بسبب كثرة الحوادث وأصبحت الأبراج الكهربائية برج يسلم برج القطار، مثل النظام الميكانيكي!!،
وضاعت فائدة المبالغ الطائلة التي صُرفت على نظام كهربة الإشارات!!”.
وأكد أن قائدي القطارات أصبحوا يقومون بفصل الجهاز، وذلك بعلم الجميع بسبب أعطال الأجهزة أو الملفات الأرضية، وعندما يحدث حادث، ويتسجن بعضهم، يقوموا بالسير بالتعليمات كما حدث حاليا!!.. وهنا تبدأ مفاوضات سيب وأنا أسيب!!”
مؤكدا أن الأمر يتكرر بعد كل حادث، ومتسائلا في نفس الوقت عن مصير المبالغ الطائلة، التي صُرفت على مدار ٢٥ عام، ولازالت تُصرف على صيانه نظام الربط الآلي،
وكيف يسقط تشغيل السكة الحديد بشكل مفاجيء كما حدث،
ولماذا يُخفي قيادات السكة الحديد دائما الواقع، الذي ينكشف عند حدوث أزمة مثل التي حدثت مؤخرا”.
أوضح ياسين التناقض الذي وقعت فيه هيئة السكك الحديدية، على يد رئيسها المهندس أشرف رسلان، حيث كان مصير فتحي علي السيد، قائد قطار النجيلي، السجن ٩ سنوات لأنه أغلق جهاز ATC”، بينما حصل أحد قائد قطار آخر وعضو نقابة العاملين بالسكك الحديدية على حوافز بدون وجه حق،
فيما وقعت الهيئة جزاءً بالخصم من أحد الكمسارية، وصل إلى 50 يوم خصم من راتبه، تم نقله من المنيا إلى الإسكندرية، لأنه نشر مستندات إدانة عضو النقابة، حتى أن ياسين أطلق على هيئة السكك الحديدية اسم “عزبة أشرف رسلان”، مطالبا بإدارة أجنبية للهيئة.