يبدو أن معارك العاملين وعمال قطاع الأعمال مع هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، لن تنتهي إلا بتراجع الوزير عن تعديلات قانون 203 والالتزام التام بحقوق العمال، وهذا ما أكده اعتصام مصنع الألومنيوم بنجع حمادي مؤخرا.
دخل عمال الشركة في اعتصام داخل الشركة يوم الجمعة 13نوفمبر الجاري، احتجاجا على قيمة المكافأة السنوية التي قررتها الشركة القابضة، وفقا للائحة الموارد البشرية الجديدة للعاملين بقطاع الأعمال العام، والتي انخفضت بشكل كبير عن قيمة المكافأة ذاتها خلال العام الماضي، وهو ما أثار غضب العاملين ودفعهم للاعتصام. على الفور، طالبت إدارة الشركة المعتصمين بإعطائها فرصة للتفاوض مع إدارة الشركة القابضة حتى يوم الأحد 15نوفمبر، وبالفعل استجابت إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية لمطالب العاملين، وأصدرت، يوم الاثنين الماضي، الموافق 16نوفمبر من الشهر الجاري، قرارا يقضي بصرف أرباح للعاملين بشركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي بقيمة 12شهرا كدفعة أولى، تحت مسمى مكافأة تطوير، ولم يتم صرفهم حتى الآن.
امتنع عمال شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي عن قبض مكافأة الإنتاج السنوية، التي كان من المقرر صرفها خلال هذه الأيام الماضية، احتجاجا علي الانخفاض الكبير للمبالغ المالية التي كان يتقاضاها العاملون خلال الفترة الماضية بفعل بدء تطبيق اللائحة الموحدة للموارد البشرية، التي أطلقتها وزارة قطاع الأعمال العام منذ شهر تقريبا.
علي جانب متصل جددت دار الخدمات النقابية والعمالية رفضها لمشروع لائحة الموارد البشرية الموحدة للعاملين بشركات قطاع الأعمال العام لمخالفتها قانون العمل 12 لسنة 2003 في العديد من مواده وبالأخص مواد الأجور والفصل، معلنه تضامنها الكامل مع عمال شركة مصر للألومنيوم وكل عمال قطاع الأعمال العام مطالبة المسئولين وعلي رأسهم وزير قطاع الأعمال العام بضرورة اجراء تعديلات جوهرية علي مشروع اللائحة لتتوافق مع التشريعات ومع قانون العمل 12 لسنة 2003، وضرورة إجراء حوار موسع مع كافة الأطراف المعنية وعدم الاكتفاء بأخذ الرأي بل ضرورة إجراء تفاوض اجتماعي للوصول إلي حلول دائمة تحقق مصالح العاملين بالقطاع واستقرار العمل والانطلاق منه إلي تطوير حقيقي لشركات قطاع الأعمال العام يبقي علي عماله ويحقق الاستفادة القصوى من مقدراته الاقتصادية والاجتماعية وموارده البشرية الممثلة في عمالته.
فيما قال ياسر الجالس رئيس النقابة العمالية بشركة مصر للألومنيوم في تصريحات صحفية، إن الشركة شهدت خسائر ليس للعاملين يد بها، والتي لن تلبث أن تزول قريبا بتكاتف الجميع، مشيرا الى ان مصر للألومنيوم حققت ولأول مرة منذ تأسيسها صافي خسارة بنهاية العام المالي ۲۰۲۰/۲۰۱۹، وبلغ نحو 1.6 مليار جنيه بالمقارنة مع صافي ربح للعام المالي السابق ۲۰۱۹/۲۰۱۸ والذي بلغ نحو ۵۷۱ مليون جنيه، ومع صافي ربح للعام المالي قبل السابق ۲۰۱۸/۲۰۱۷ والذي بلغ نحو ۲.۷ مليار جنيه. وأرجع الجالس الخسائر الأخيرة لعدة أسباب، منها انخفاض أسعار الألومنيوم العالمية والتي استمرت طيلة عام كامل وأكثر، وكذلك انخفاض مؤشرات الطلب العالمية، التي زادت حدتها مع تفشي فيروس كورونا والشلل التام الذي أصاب القطاعات الصناعية وكل مناحي الحياة وتقلص مستويات الصادرات إلى الأسواق الرئيسية في أوربا.
وأشار الجالس إلى أنه كان عدد العاملين بالشركة، في سنوات عطائها الأولى كان يربو على ۱۰۰۰۰ عامل وقت أن كانت طاقاتها الإنتاجية نحو ۱۲۰ الف طن سنويا، ثم ما لبث العدد أن انخفض إلى نحو أقل من ۸۰۰۰ عامل، رغم زيادة الطاقة الإنتاجية إلى ۱۸۰ ألف طن سنويا ثم حقق الإنتاج قفزة، وصولا لمستوى ۳۲۰ ألف طن سنويا. ومن جانبه، طالب هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، بتقليل سعر الكهرباء حتى تستطيع الشركة تحقيق أرباح، ولأن الألومنيوم سعره منخفض عالمياً، والوزارة تطالب بالحصول على الكهرباء بسعر التكلفة لتخفيض تكلفة إنتاج الألومنيوم، متمنيا بتقليل السعر وربطه بالأسعار العالمية.
وقالت شركة مصر للألومنيوم، التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، إن المؤشرات المالية للشركة أظهرت عن العام المالي الماضي (2019-2020)، تحول الشركة للخسارة على أساس سنوي. وكشفت الشركة، في بيان لها أنها خسرت نحو 994 مليون جنيه فى العام المالي 2019-2020، مقارنة بربح بلغ نحو 571 مليون جنيه العام المالى 2018-2019 نتيجة انخفاض سعر المعدن عالميا وانخفاض سعر صرف الدولار بجانب ارتفاع أسعار الطاقة الكهربائية. وأضافت شركة مصر للألومنيوم، أن من بين أسباب الخسارة ضعف العائد على الاستثمار، والتنازل وبيع جزء منه؛ لتدبير احتياجات الشركة، بجانب أزمة فيروس كورونا التي أثرت على التصدير وعلى إيرادات الشركة.
وأوضحت الشركة أنها حققت إيرادات بلغت 7.2 مليار جنيه مقارنة بإيرادات بلغت 12.1 مليار جنيه العام المالي السابق. أقيم مجمع ألومنيوم نجع حمادي عام 1969 ليؤسس مدينة صناعية، سكنية متكاملة المرافق والخدمات، تقع على بعد 80 كم شمال غرب الأقصر. بدأ الإنتاج منذ عام 1969 بـ6 عنابر إنتاج فقط في كل عنبر 46 خلية، ووصل الآن إلى 12 عنبرا بإجمالي 552 خلية لإنتاج 320 ألف طن سنويا من الألومنيوم الخام والنصف مشكل للبيع المحلى والخارجي، من خلال التأكيد على تطبيق أعلى معايير الجودة والتطوير المستمر، وكذلك الحفاظ على البيئة المحيطة.
أقيم مجمع الألمونيوم والمقام على نحو 5 آلاف فدان من الأرض تاريخيا لاستغلال الطاقة الكهرومائية الرخيصة للسد العالي المولدة من مساقطه المائية، أصبح يستهلك اليوم ما يقرب من ثلث إنتاج السد العالي من الكهرباء، يعمل بالمجمع أكثر من ستة آلاف وخمسمائة عامل يمثلون نحو سُبع إجمالي عدد سكان مركز نجع حمادي، فإن أحصيت أسرهم أدركت أنهم جميعا يمثلون الكتلة السكنية للمركز كله.