رصد تقرير حقوقي استمرارتدهور الوضع الأمنى في بعض دول الساحل الإفريقي وتزايد الهجمات ضد قوات الأمن والسكان المدنيين والتى تبنتها الجماعات الدينيه المتطرفة، فضلاً عن ما تسببت به جائحة كورونا ” كوفيد -19 ” في تفاقم دوافع الصراع لما تعانيه منطقة الساحل الافريقي من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي والأمني ، وأكد التقرير الذى أصدرته وحدة الدراسات الأفريقية، بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان تقريراً بعنوان”الصراعات المسلحة في دول غرب الساحل الأفريقي”، أن هذه الصراعات بأنواعها المختلفة كانت ولاتزال تشكل تهديدا للسلم الدولى بالقارة الافريقية ، وأشار التقرير إلى أن دول ( بوركينافاسو، تشاد، مالي، مورتيانيا، النيجر) لازالت تشهد الكثير من هجوم المتطرفون المسلحون، وقد سيطروا علي جزء كبير من الأراضي.، ولفت التقرير إلى أنه وبحلول عام 2021 قتل ستة من قوات حفظ السلام التابع لمنظمة الأمم المتحدة في دولة مالي، حيث تصنف الأن بأنها ببؤرة النزاع المسلح في دول الساحل.
وأفاد التقرير أن أفريقيا وخصوصاً منطقة الساحل والصحراء بها من العوامل ما يجعلها محفزاً للارهاب والتطرف وذلك بسبب ضعف قبضة الدولة المركزية هناك، بالإضافة إلى وعورة تضاريسها، وانتشار النزاعات القبيلة، وتغلغل جرائم الاتجار بالبشر. وتتركز العمليات الإرهابية في خمس مناطق في أفريقيا هي ( الساحل الأفريقي ) التي تعرضت الى ما يقرب من 800 هجوماً إرهابياً عام 2019 ، الصومال : التي جاء بها ما يقرب من من 246 هجومًا إرهابيًا خلال عام 2019، ومنطقة بحيرة تشاد التي تضم اربع بلدان هي (نيجيريا، والنيجر، والكاميرون، وتشاد) التي تعرضت لحوالي 765 حادثًا إرهابيًا في عام 2019 بزيادة 35% عن عام 2018 ، و منطقة شمال افريقيا : حيث بلغ عدد الهجمات الإرهابية فيها في عام 2019 حوالي 347 هجومًا إرهابيًا، ومنطقة موزامبيق الشمالي التي تعرضت لحوالي 200 حادثًا إرهابيًا أسفر عن 710 حالة وفاة.
وعن أسباب الصراعات المسلحة جاء بالتقرير أن هناك عدة أسباب أدت إلى تفشي الصراعات المسلحة في دول غرب الساحل الأفريقي من أهمها ظهور النزاعات الحدودية بعد انتهاء الحرب الباردة والنزاعات العرقية والدينية والعشائرية ، وظهور ايديلوجيات متنوعة ، وعدم وضع حدود سياسية واضحة ، والنزاع بين الدول القائم على تقسيم الموارد
وعن ضحايا الصراع المسلح بدول غرب الساحل الأفريقي نتيجة هذه الصراعات أشار التقرير إلى أن هناك أكثر من مليوني شخص شهدوا نزوح من منازلهم، وقتل ألاف من الجنود والمدنيين حيث أثبتت التقارير أن اكثر من 4000 شخص يفروا يومياً من الهجمات في “بوركينافاسو”، و765 ألف شخص تم تشريدهم و700 ألف شخص أجبروا على النزوح في 12 شهر الماضيين ، وذلك حسب ما جاء بتقرير الأمم المتحدة.
ذكر التقرير أن المنظمات العالمية لم تقف تشاهد هذا المنظر الدموى غير الأنساني، فقد أكدت على عدم دعمها للصراعات المسلحة ، وقامت بالعديد من الأدوار التي ذكرها التقرير وكان من أهمها :انبثاق جمعيات من الأمم المتحدة لحل النزاعات الدولية وإدارة هذه النزاعات بشكل يحقن الدماء ، وفرض الأمم المتحدة قوات حفظ السلام كحل لنزاع الصراع بين دولتين أو جماعات على أرض دولة واحدة.، وقيام الأمم المتحدة بالاستجابة لإستغاثات عدد من دول الساحل وإرسال لعدد من قوات حفظ السلام، وكذلك التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من أجل تحقيق السلام والأمن وذلك من خلال اللجوء للأمم المتحدة للحصول علي الدعم اللوجيستي والمالي والعسكري عند الضرورة، وغيرها من الأدوار التي قامت بها الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي في هذا الشأن .