نشرت الجمعية الحقوقية المتخصصة في القضايا القانونية المتعلقة بالهجرة بأيطاليا تقريرا عن الحجر الصحي المفروض على المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى إيطاليا، على متن السفن وشككت الجمعية في هذه الأساليب “التمييزية”.بسبب جائحة كورونا، أصبح لزاماً على المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى إيطاليا البقاء تحت حجر صحي، على متن سفن سياحية استأجرت لهذا الغرض، بعيدا من الأنظار.وتعد هذه الإجراءات، بالإضافة إلى أمور أخرى، وسيلة السلطات لمنع هروب المهاجرين، كما حدث في يوليو الماضي، عندما رفض أكثر من 200 شخص ظروف الحجر الصحي المفروض عليهم في صقلية، والتي وصفت بأنها مشددة و”غير إنسانية”. منذ ذلك الحين، يتم تنفيذ هذا الحجر على متن سفن عملاقة في عرض البحر، مما الهرب منها مستحيلا ، نظرت الجمعية الإيطالية ، المتخصصة في القضايا القانونية المتعلقة بالهجرة والتي لم تتمكن من الوصول إلى السفن المعنية، في آليات تطبيق هذا الحجر الصحي على حدود أوروبا. وبفضل الاتصالات المنتظمة مع المهاجرين وكذلك مع السلطات المسؤولة عن هذا البروتوكول الصحي، استخلصت المنظمة استنتاجات “مثيرة للقلق”، وخلص التقرير أنه عندما يتواجد مهاجرون على متن هذه السفن، فإنها لا ترسو في الموانئ، بل تبقى قبالة الموانئ في عرض البحر. ووفقاً لشهادات المهاجرين، يتم وضع كل مهاجرين اثنين في مقصورة واحدة، ويستلمان وجبات الطعام في المقصورة، ومن الممكن أن تتغير آلية توزيع الطعام من سفينة إلى أخرى. ، يعيش الكثير من المهاجرين في أماكن ضيقة وسيئة التهوية حيث يمكن للفيروس أن ينتشر بسهولة. ومن وجهة نظر صحية، فإن حقيقة أن هذه القوارب ليست على رصيف الميناء، تعد مشكلة، ففي حالات الطوارئ، يستغرق الأمر بعض الوقت للعودة إلى الميناء لإنزال شخص مريض.وعلى سبيل المثال، في الخريف، توفي قاصران، يبلغان من العمر 15 و17 عاما، كانا يعانيان من مشاكل صحية، وذلك بعد أسابيع قليلة من نقلهما إلى أحد مستشفيات البلاد. وتم فتح تحقيقات في هذه الوفيات. منذ ذلك الحين، لا يتم وضع القاصرين تحت الحجر الصحي على متن السفن، بل ينقلون إلى مراكز مصممة خصيصا لهم، على اليابسة ، ظروف العزلة هذه غير مناسبة للمهاجرين، فقد مر هؤلاء الأشخاص برحلة صعبة جداً، عبر البحر الأبيض المتوسط وغالبا من ليبيا، وتعرضوا لتجارب مؤلمة، جسديا ونفسيا. إن تركهم هكذا في البحر لعدة أيام أخرى بعد ما مروا به أمر صعب وهو اختبار عقلي حقيقي لهم. من وجهة نظر نفسية، يمكن أن يؤدي هذا الحجر الصحي، الذي يستمر أحيانا لأكثر من 14 يوما، إلى إلحاق الضرر بهم. تذكر أنه في مايو 2020، توفي تونسي بعد قفزه من إحدى هذه السفن ، علاوة على ذلك، لا توجد مراقبة طبية حقيقية للمهاجرين على متن السفينة. واعتبر التقرير أن إجراءات الحبس هذه “تمييزية” ضد المهاجرين لأنها تعتمد على الحرمان من الحرية الشخصية وانتهاك حقوقهم الدستورية