محمد يوسف المدرك هو أول رئيس لأول اتحاد نقابات العمال، مستقل عن جميع الشخصيات واﻻحزاب، وممثل عمال مصر في مؤتمر النقابات العالمي بباريس (سبتمبر 1945) وانتخب عضوا أصلياً عن عمال مصر في المجلس العام للاتحاد حيث كان يحمل تفويضا من نحو 80 ألف عامل مصري، وسافر على نفقة العمال.
- اسمه الحقيقي محمد يوسف احمد النجار، من مواليد فبراير 1902، وكان أبوه تاجرا في حي السيدة عائشة بحي الخليفة بالقاهرة.
- اشترك المدرك في ثورة 1919، عندما كان طالبا.
- اشترك المدرك في الحركة النقابية من بداية الثلاثينيات، فكان وكيلا ﻻتحاد نقابات عمال المملكة المصرية بزعامة النبيل عباس حليم.
- شغل منصب رئيس هيئة تنظيم الحركة النقابية عام 1937.
- أضرب عن الطعام في الفوج الأول العمالي في 12 يونيو عام 1939، في ميدان العتبة الخضراء مطالبين بإصدار التشريعات العمالية وفي مقدمتها قانون اﻻعتراف بالنقابات .
- ساهم في تحرير جريدة المدينة عام 1944، التي كانت تعلن انها لسان حال الطبقة العاملة وقتها.
- رشحه العمال لعضوية مجلس النواب في انتخابات عام 1950 عن دائرة شبرا الخيمة وخاض المعركة بمساعدة وبأموال العمال.
- أسس ودار مكتب اﻻعمال النقابية الذي كان تطورا لمكتب المحاسب النقابي وأصدر عن طريق هذا المكتب عدة كتيبات ونشرات نقابية منها (دليل النقابات – التربية النقابية – حول مشكلة عمال المحلة – الفكرة النقابية – أول مايو – قانون النقابات – عمال مصر وعمال العالم – ملحق قانون النقابات).
- نشرت له مقالات كثيرة في العديد من المجلات التي يصدرها العمال، كما نشر له سلسلة مقالات بالنشرة النصف شهرية التي كانت تصدرها المؤسسة الثقافية العمالية في مصر ابتداء من العدد 13 بتاريخ 14 أغسطس عام 1968، حتى العدد 64 بتاريخ 1 سبتمبر 1969، وكانت هذه السلسلة عن تاريخ الحركة النقابية المصرية من مواقع تجربته التي عاشها في الكفاح النقابي.
اعتقل المدرك وسجن عدة مرات بسبب كفاحه العمالي منها:
- تقديمه للمحاكمة بتهمة تحريض العمال على أصحاب العمل في مقالات نشرت بمجلة الضمير “لسان لجنة العمال للتحرير القومي”، وظل في السجن 5 أشهر كاملة ثم حكم له بالبراءة.
- اعتقل في عام 1948، مع الوطنيين و النقابيين والحزبيين والشيوعيين، في معتقل هايكستب بعد إعلان اﻻحكام العرفية في 5 مايو 1948، عند قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.
- اعتقل بعد عودته من حضور المجلس العام لاتحاد النقابات العالمي والتي عقدت في براغ عام 1947.
- قبض عليه في أول يناير عام 1959، في قضية الحزب الشيوعي المصري وقدم للمحاكمة حيث قضت محكمة أمن الدولة العليا التي شكلت خصيصاً لهذه القضية ببراءته ولكنه ظل في المعتقل وتحمل مرحلة التعذيب في أوردي ليمان أبي زعبل بكاملها ولم يفرج عنه إلا عندما ساءت حالته الصحية.
- طارته الحكومة وأصحاب العمل بالفصل من العمل وشردوه فكان يعيش من أجر يدفعه له بعض النقابات مقابل مراجعته لحساباتها، وافتتح لذلك مكتباً باسم “مكتب المحاسب النقابي”، وهو الذي تطور بعد ذلك إلى مكتب الأعمال النقابية.
- اشترت منه مؤسسة اﻻهرام بعض وثائق تاريخ الحركة النقابية المصرية لصالح مركز الدراسات السياسية واﻻقتصادية.
ظل شيخ النقابيين محمد يوسف المدرك مخلصا لقضية النقابات العمالية حتى توفى يوم 13 أغسطس عام 1977، متأثرا بمرحلة التعذيب في المعتقلات.
من كتاب طه سعد عثمان (الطبقة العاملة والعمل السياسي)