أصبحت حركة طالبان قريبة جدا من الاستيلاء الكامل على السلطة في أفغانستان بعد هجوم خاطف باشرته في مايو الماضي ولم يتبق أمامها سوى السيطرة على العاصمة كابول المعزولة والمحاصرة .
و سيطر المتمردون على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان دون أن يواجهوا أي مقاومة بعد ساعات من استيلائهم على مزار شريف رابع أكبر مدينة أفغانية .
و قال أحمد والي أحد سكان جلال آباد “استيقظنا هذا الصباح ووجدنا أعلام طالبان البيضاء في كل أنحاء المدينة إنهم في المدينة لقد دخلوا من دون قتال”.
و تمكنت طالبان التي بدأت هجومها في مايو مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية والأجنبية من السيطرة خلال عشرة أيام فقط على غالبية البلاد ووصلت إلى مشارف كابول وهي الآن محاصرة بالكامل.
لا يزال هناك عدد من المدن الصغيرة تحت سيطرة الحكومة لكنها متفرقة ومعزولة عن العاصمة وليست لديها اهمية استراتيجية كبيرة.
وقال غني السبت “إن إعادة تعبئة قوّاتنا الأمنية والدفاعية على رأس أولوياتنا”. لكن رسالته لم تلق أي استجابة وأعلن بدء مشاورات قال إنها “تتقدم سريعاً” داخل الحكومة مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين لإيجاد “حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني”.
و أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع عدد القوات الأمريكية المرسلة إلى مطار كابول للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة وتلقى موظفو السفارة الأمريكية أوامر بإتلاف أو إحراق الوثائق الحساسة والرموز التي يمكن أن تستخدمها طالبان “لأغراض دعائية” كما أعلنت بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا و ألمانيا بتقليص وجودها في أفغانستان إلى الحد الأدنى و أصدرت برنامجا لنقل موظفيها الأفغان.
و حذر الرئيس الأمريكي حركة طالبان من عرقلة هذة المهمة متوعدا برد عسكري سريع و قوي في حين هاجمت مصالح أمريكية .
وقال التاجر طارق نظامي “نحن نقدر عودة طالبان إلى أفغانستان، لكننا نأمل أن يفضي وصولهم إلى السلام وليس إلى حمام دم ؛ إنني أتذكر الفظائع التي ارتكبتها طالبان عندما كنت طفلاً صغيرا”.
كما شهدت أغلبية المصارف ازدحاما وسط تهافت الناس على سحب أموالهم قبل فوات الاوان و يخشى كثير من الأفغان و خصوصا النساء عودة طالبان للسلطة.
جدير بالذكر أن عندما حكمت حركة طالبان أفغانستان في 1996 حتى 2001 قبل أن يطردها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من السلطة فرضت طالبان رؤيتها المتطرفة للشريعة الإسلامية فمنعت النساء من الخروج بدون محرم ومن العمل كما منعت تعليم البنات وكانت النساء اللواتي يتّهمن “بالزنا” يتعرضن للجلد والرجم.