من سيء إلى أسوأ تؤول حياة اليمنيين في الدولة الأفقر على مستوى الوطن العربي نتيجة الصراعات الداخلية و الخارجية و غياب صارخ للعدالة حيث قام سائقو الشاحنات بين محافظتي تعز وعدن بإعلان إضرابهم الشامل احتجاجًا على فرض رسوم “غير قانونية”منذ خمس أيام إلا أنهم فوجئوا بالأمس الأربعاء باعتقال بعض زملاءهم من السائقين بدلاً من الاستجابة لمطلبهم العادل .
ويقول سائقو الشاحنات إن خطوة الإضراب ، جاءت بعد أن بُحّت أصواتهم بالمطالبة برفع نقاط الجبايات المنتشرة على طول الطريق من مدينة تعز إلى محافظة عدن.
و قد اعتقلت قوات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح اليمني، بالأمس الأربعاء نحو 30 سائق شاحنة نقل في إحدى النقاط التابعة لها بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، نتيجة إضرابهم المفتوح لمطالبهم المشروعة.
وأفاد عدد من سائقي الناقلات أن السائقين أضربوا بسبب الإتاوات غير القانونية من قبل قوات الإصلاح في نقطة الكريمي العسكرية التابعة للقيادي “الجبولي”، وقد افاد السائقون أفادوا أن “نقطة الكريمي” فرضت 10 آلاف ريال على كل شاحنة نقل كبيرة و5 آلاف ريال على كل ناقة صغيرة.
وأكدوا أن قوات الإصلاح أنزلت 8 أطقم عسكرية إلى موقع الإضراب واقتادت ما بين 25 إلى 30 سائقا، أوهمتهم أنه سيتم نقلهم إلى إدارة أمن مديرية التربة لمقابلة مدير الأمن لغرض التفاهم على وضع حلول لاعتراضهم على المبالغ المفروضة، إلا أنهم فوجئوا بإيداعهم السجن.
و ينوه سائقو الشاحنات بأنه خلال السنوات الست الأخيرة تمارس مليشيا الحوثي والإخوان مختلف أنواع الجبايات في تعز وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها العسكرية والأمنية، مما ضاعف من تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي لدى المواطن.
وأفاد مصدر أمني، أن أربعة أطقم من الشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة، واللواء الرابع مشاة جبلي نزلوا ظهر اليوم كحملة أمنية للتفاوض مع السائقين المحتجين، إلا أن السائقين رفضوا رفع الإضراب إلا برفع النقاط في أسفل هيجة العبد وجوار اللواء الرابع مشاة وحتى مدينة تعز، فتم احتجازهم على دفعتين في سجن إدارة أمن الشمايتين!!
و قد ( وجه) محافظ تعز، نبيل شمسان، بالأمس الأربعاء محور وشرطة المحافظ برفع نقاط الجباية الممتدة من سائلة هيجة العبد إلى مدينة تعز ، وحمل المحافظ قائدي المحور والشرطة مسؤلية عدم التنفيذ!!
و نتسائل كيف لا يتم محاسبة الشرطة المسئولة عن تنفيذ قرار إزالة نقاط الجباية ، و لا يتم محاسبة قطاع الطرق بالقانون و في نفس الوقت يتم سجن ( المظلومين ) من سائقو الشاحنات لمجرد أنهم طالبو بما كان من الواجب أن تنفذه السلطات بلا مطالبة و حتى بلا إضراب ؟ ، فهل تدعم الشرطة العسكرية في تعز قطاع الطرق ؟
و يبدو الحال للكثيرين كما لو أنه ما من نهاية للأيام العجاف المظلمة هذه في تاريخ اليمن ، إلا أن التاريخ يشهد بمآسي إنسانية أكثر فتكاً لكنها انتهت ،و انتهى معها الفقر و الفساد بدول عديدة صارت فيما بعد من الدول المتقدمة ، فهي نرى اليمن عن قريب يتسارع إلى نبذ العنف و الطائفية و الفساد ؟