في حادثة قد تُعيد الفزع إلى الأماكن العامة بأفغانستان، لا سيما وسط الشخصيات العامة، أعلنت مصادر موثوقة مقتل رياضية أفغانية من الفريق الوطني السابق لكُرة الطائرة النسائية على يد مقاتلي حركة طالبان “ذبحاً”، وهو ما قد يزيد من المخاوف المحلية والدولية بشأن ما ينتظر الآلاف من نظيراتها.
المُدربة الوطنية السابقة للفريق الوطني الأفغاني لكُرة الطائرة النسائية ” ثُريا أفضالي” ، والتي ما تزال مقيمة في أفغانستان، صرحت لأكثر من وسيلة إعلامية دولية بأن اللاعبة “محجبين حكيمي” قُتلت في العاصمة كابل، وإن المقاتلين قطعوا رأسها، موضحة أن عائلتها تتحفظ على إعلان أية تفاصيل حول الحادثة، مخافة ما قد يطالها من عواقب تالية. ثم قالت إن محجبين كانت واحدة من أبرز لاعبات كُرة الطائرة النسائية على مستوى البلاد.
الصحافي الاستقصائي الأفغاني، مختار وفائي، أكد تلك الأنباء، مُشدداً في أكثر من منشور على صفحته في “تويتر” على أن الحادثة جاءت بعد قُرابة شهرين مما يشبه الهدنة التي التزمتها الحركة تجاه الشخصيات والحياة العامة في البلاد ، إلا ان مركز “بايك” للصحافة الاستقصائية أكد الخبر.
بدورها، أكدت وكالة “آماج نيوز” الأفغانية صحة الأنباء عن مقتل “حكيمي”، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الادعاءات عن وقوف طالبان وراءها ليست مبررة، موضحة أن الرياضية قتلت وسط ظروف غامضة قبل أسبوع من سقوط كابل في قبضة الحركة.
وقالت لاعبات من الفريق لقناة بي بي سي في شهر سبتمبر إن نحو 30 لاعبة يأملن في الهروب من أفغانستان خوفا على حياتهن فيما تتنقل معظمهن خفية حتى لا تتمكن طالبان من تعقبهن.
وكانت قد أشارت اللاعبة “زهرة فياضي”، التي انتقلت للعيش في المملكة المتحدة إلى أن إحدى لاعبات الفريق قد قتلت على يد عناصر الحركة دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
اللاعب السابق في نادي عقابان هندوكش الرياضي لكُرة القدم، “أمادي بارهود”، والمقيم حالياً في العاصمة برلين، شرح في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، أحوال الرياضيين الأفغان في الوقت الحالي “تعيش حركة طالبان تناقضاً داخلياً بشأن موقفها من الرياضة. فمن طرف يظهر العديد من القادة المحليين للحركة في المناسبات والأحداث الرياضية، للإيحاء بأن الحركة متسامحة مع ممارسة الرياضة”.
وأضاف أن “الحركة تمنع أيضاً كل مشاركة نسائية في أية رياضة كانت، مثل منعها للنساء من كُل نشاط آخر، سواء التعليم أو العمل أو أي أمر آخر. فالحركة تخشى بشكل مرضي من أي شخص قد ينال شُهرة عامة، خصوصاً في أوساط الشباب، والرياضيون والرياضيات هُم أكثر من يحققون ذلك”.
يضيف بارهود “ثمة حملات تعقب ومتابعة وضبط تنفذها الحركة في مختلف مناطق أفغانستان لإعادة تشكيل النشاط الرياضي في البلاد، ليكون مطابقاً وملتزماً بالمعايير التي تُحددها الحركة. وأي شخصية رياضية تملك رأياً أو موقفاً سياسياً رافضاً للحركة، فإن الحركة تعاقبها بقسوة مبالغة”.
إلى جانب اللاعبين الرياضيين، فإن حركة طالبان استهدفت العديد من الشخصيات العامة في البلاج، مثل الشاعر وهيلامان زوندوي. كما اعتقلت الحركة الفنان الكوميدي الأفغاني نزار محمد “خاشا”، الذي عُثر على جُثته فيما بعد، واعترفت الحركة فيما بعد بتصفيته.
ويذكر أن طالبان لا تزال تلاحق لاعبات فريق كرة الطائرة الوطنية لأنهن حققن شهرة واسعة في أفغانستان ولهن تأثير كبير على الرأي العام المحلي بعد تحقيقهن لانتصارات رياضية عديدة ومشاركتهن في برامج وإعلانات تلفزيونية، حيث أصبحن “نجمات المجتمع” النسائي الأفغاني.
و نتسائل كيف لطالبان أن تقتل النساء بغير سند ديني و في وقت الهدنة مخالفة التشريعات الإسلامية التي تقضي و توجب باحترام العهود و عدم قتل النفس بغير حق ،و تحريم إسكات المظلوم عن التعبير عن مظلمته أو تهديده كما فعلت طالبان بعائلة ” حكيمي ” ، ألا يعد ما فعلته طالباً ضرباً لكل أحكام الشريعة بعرض الحائط لتحقيق سيادة و قوة و سطوة من خلال التجبر على النساء و الفئات المهمشة و الضعيفة في المجتمع ؟
ألا تعتبر الشريعة هؤلاء الذين يتفوهون بكلمة الإسلام و يعملون بغير أحكامه رغم ادعائهم بتحكيمه من فئة المنافقين ؟
و هل يفتح ذلك الباب لتدخل جميع الدول الإسلامية و العلمانية لمحاربتهم باعتبارهم يسيئون إلى الإسلام و إلى الإنسانية على السواء .
و أين هي تصريحات رؤساء الدول العربية و الإسلامية مما يحدث من جرائم تنتهجها طالبان بلا خجل؟
هل سكوت زعماء العرب و المسلمين يعني موافقة ضمنية على هذه الجرائم ، أم أنهم يعملون بنظرية صاحب البيت الزجاجي الذي يخشى على نفسه أيضاً من إلقاء الحجارة ؟