استجابة لنداء التجمع المهنيين السوداني و لرسالة رئيس الحكومة السوداني عبدالله حمدوك المعتقل هو و زوجته من قبل قوة عسكرية ، بدأ كوادر السودان بالإضراب والعصيان المدني و اجتاحت المظاهر شتى أنحاء البلاد رجالاً و نساءاً و أطفالاً ، فيما دعت اللجنة السياسية في التجمع المهنيين السوداني في بيان جميع الطيارين والعاملين في قطاع الطيران وجميع السودانيين للخروج الى الشوارع و”حماية ثورة الشعب السوداني”.
و استجابة لذلك شارك العديد من الجهات العمالية بالعصيان المدني و الإضرابات كالآتي :
- البنك المركزي السوداني
قالت وزارة الإعلام السودانية، في صفحتها على فيسبوك يوم الاثنين إن موظفي البنك المركزي سيدخلون في إضراب عن العمل وعصيان مدنى “رفضا للانقلاب العسكري”.
- أطباء السودان في اضراب
واحتجاجا على انقلاب القائد العسكرية، أعلن أطباء السودان الإضراب السياسي العام في جميع مستشفيات البلاد، ما عدا الحالات الطارئة، كما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان: “الانسحاب الكامل من كل المستشفيات العسكرية”.
- عصيان أساتذه الجامعات
كما أعلنت الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم “العصيان المدني”، ودعت السودانيين “إلى إعلان العصيان المدني الشامل في كل المؤسسات المهنية والخدمية، عدا الحالات الطبية الطارئة”، وفق بيان نشرته وزارة الإعلام على حسابها الرسمي على موقع فيسبوك.
- إغلاق المطار
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أعلنت اللجنة التسييرية لاتحاد الطيارين السودانيين الإضراب العام والعصيان المدني بالتزامن معاعلان المجلس العسكري اغلاق المطار ووقف الرحلات الجوية الدولية
و حول تطور أخبار انقلاب المجلس العسكري السوداني على الثورة أفادت مصادر إخبارية عن الآتي:
- إعلان الطواريء
كان القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان أعلن في خطاب له اليوم حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل مجلس السيادة الانتقالي والحكومة، متعهدا بتشكيل حكومة كفاءات تدير المرحلة الانتقالية في البلاد.
- قتل الجيش السوداني لشعبه!
الصحة السودانية تعلن عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 140 في الاحتجاجات السلمية التي اجتاحت السودان اعتراضاً على الانقلاب.
- انقطاع الاتصالات و الإنترنت
قال شاهد من رويترز يوم الثلاثاء إن الاتصالات انقطعت في السودان، وذلك بعد يوم من سيطرة الجيش على السلطة في البلاد.
- الولايات المتحدة تقرر تعليق مساعدات للسودان بقيمة 700 مليون دولار
و قد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تعليق مساعدات للسودان بقيمة 700 مليون دولار، وسط مطالبات بالإفراج عن القادة السياسيين المعتقلين في السودان.
واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس بان السودان مازال تحت قيود الانقلابات العسكرية منذ انقلاب عام 1989 ومازال تحت القيود حتى يحدد وزير الخارجية ان حكومة ديمقراطية تولت السلطة.
واعتبر برايس بأن اعتقال مسؤولي الحكومة المدنية بالسودان يقوض انتقال البلاد إلى الحكم المدني الديمقراطي. وراى بان ما قام به رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من حل الحكومة هو ابتعاد عن تطلعات الديمقراطية للسودانيين.
- نقض العهد
اللافت للانتباه ، أن هذا الانقلاب حدث رغم الاتفاق بين البرهان وحمدوك يوم الأحد بحضور مبعوث أميركا، إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان ، كذلك، كشف أن رئيس الحكومة رفض طلب حل الحكومة خلال لقائه رئيس مجلس السيادة.
و أشار “آدم حريكة” مدير مكتب رئيس الوزراء السوداني، “عبد الله حمدوك”: “أن المؤسسة العسكرية لا تريد أن تفي بالتزاماتها بتسليم السلطة” وأكد :”أن المكون العسكري رفض الجلوس مع عدد من ممثلي الجانب المدني، في حين شدد على أن الأطراف المدنية كانت على استعداد للجلوس والتفاوض مع العسكريين”.
و لأن الشعوب العربية تتوق إلى الحكم المدني الذي يخلو من الفساد فقد سادت عاصفة من الانتقادات الإعلامية لإجراءات المكون العسكري و القادة العسكريين السودانيين الذين خانوا الشعب باستغلالهم للسلاح في وجه أبناء الوطن بدلاً من حمايته ، و الذين نقضوا العهد و انقلبوا على المكون المدني للبلاد الذي كان يطالب بتقوية دعائم لجنة التفكيك السودانية ” المختصى بتطهير البلاد من الموظفين الفاسدين و حل الجماعات الدينية و استراد أموال الشعب ” .
و نتسائل إذا كان القادة العسكريين بالسودان يعون عظمة و تفرد الثورة التي قام بها الشعب السوداني بقيادة تجمع المهنيين السوداني ، حيث أنه و لأول مرة في الوطن العربي كله تقوم ثورة شعبيه بقيادة عمالية منظمة تعرف أهدافها و تنظمها بهذا الشكل الذي شهده العالم ، فهل يمكن للمصالح الشخصية أن تفسد أحلام الشعوب في الحرية و الكرامة بسطوة السلاح و نتسائل إذا كان جنود الجيش السوداني قد يوافقون على استمرار قتل أهلهم و أبناء وطنهم لأنهم يطالبون بالحياة الكريمة في ظل دولة مدنية غير عسكرية؟