زادت حدة الغضب الشعبي في مناطق سيطرة ميليشيا قسد بسبب تزايد نسبة الانتهاكات تجاه الأطفال، ولا سيما التجنيد الإجباري للقاصرات في صفوف الميليشيا، رغم التعهدات الأممية التي تنص على وقف تلك الانتهاكات بحق القاصرين.
واعتقلت ميليشيا قسد، خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من الفتيات القاصرات لتجنيدهنّ إجبارياً في صفوفها، كان أبرزهنّ (آيانا إدريس إبراهيم وأفين جلال خليل وهدية عبد الرحيم عنتر) وأعمارهن (15 عاما)، والفتيات الثلاث من مدينة عامودا بريف الحسكة الشمالي.
مصادر محلية متطابقة قالت : إن الاعتقالات نفذها مسلحو تنظيم “الشبيبة الثورية” المعروفة بـ (جوانن شورشكر) وهي ذراع ميليشيا قسد في المنطقة، فيما ترفض تلك المجموعة الاستجابة لمناشدات الأهالي بإطلاق سراح الفتيات أو السماح بزيارتهنّ والاطمئنان عليهن.
غضب شعبي
دفع ذلك نساء عامودا شمال الحسكة، لتنظيم وقفة احتجاجية في المنطقة يوم أمس للمطالبة بإعادة بناتهن إلى منازلهن من معسكرات الميليشيا، حيث رفعت النسوة لافتات تؤكد مطالبهن وتندد بانتهاكات قسد وأذرعها المخابراتية في إشارة إلى ما يعرف بـ “الشبيبة الثورية”، كما طالبت أمهات المختطفات وذويهن بوقف تلك الانتهاكات، ولا سيما التجنيد الإجباري للفتيات القاصرات.
بعض اللافتات التي رفعتها النسوة خلال الوقفة الاحتجاجية حملت عبارات “القاصرات شموع.. لا تطفوا شموعنا”، و”صغارنا أقلام النجاة”، و”تجنيدكم يزرع الرعب في قلوب الأمهات”، إضافة لتوجيه كلمة مصورة للمنظمات الدولية والإنسانية ومطالبة متزعم ميليشيا قسد (مظلوم عبدي) بإعادة بناتهن.
إدانات محلية
بدوره أدان (المجلس الوطني الكردي) ما وصفها “الجرائم والانتهاكات ضد أبناء شعبنا، وخاصة خطف وتجنيد الأطفال القُصر،” وحمّل ميليشيا قسد ” المسؤولية الكاملة لمنعها ومحاسبة مرتكبيها وحل هذه المنظمة”.
كما ناشد “الوطني الكردي” في بيانه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الطفل، و”التحالف الدولي” للقيام بمسؤولياتهم والضغط على ميليشيا قسد، لإعادة عشرات الأطفال القُصر المخطوفين لدى الميليشيا.
جرائم متكررة رغم المواثيق
وسبق أن قامت ميليشيا قسد، باختطاف العديد من الفتيات وإخفائهن قسرياً وإنكار وجودهن لديها للعديد من الغايات، كان أبرزها تجنيدهن إجبارياً للقتال في صفوفها، حيث تراوحت أعمار الفتيات المختطفات بين 13 – 18 عاماً، من بينهن كرديات وعربيات وأزيديات وغيرهن.
وتأتي عمليات تجنيد الأطفال وخاصة الفتيات القاصرات من قبل ميليشيا قسد رغم توقيعها بتاريخ في 2018 اتفاقية مع الأمم المتحدة، من أجل حماية الأطفال دون سنّ 18 عاماً، وإنهاء تجنيدهم في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال شرق سوريا، إلا أنها مازالت تواصل عمليات خطف وتجنيد الأطفال ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقيات الدولية.
وكانت دائرة التفتيش العامة في البنتاغون أكدت في تقرير صادر عنها العام الماضي، أن ميليشيا قسد ما زالت تواصل عمليات تجنيد الأطفال في سوريا من خلال الخطف، مما يوقع قسد في إطار ارتكاب جرائم حرب لا تسقط بالتقادم، و السؤال الذي يطرح نفسه ، هل تعتقد قسد بأنها ستنتصر بجنود تم اختطافهم قسراً وهم لازالوا قصر ؟!