لو مررت أمام شركة النصر للتليفزيون في الثمانينيات التسعينيات وسمعت زغاريد العاملات وتوزيع الشربات عند إعلان نتيجة الانتخابات النقابية؛ لتأكدت من مدى حب وثقة العمال وإصرارهم على نجاح القيادي، طلال شكر، من أجل تمثيلهم والدفاع عن حقوقهم في مجلس إدارة الشركة.
القيادى العمالى طلال شكر، من مواليد قرية تيره مركز نبروه محافظة الدقهلية يوم 8 مايو 1946، بعد حصوله على الثانوية العامة، درس الإلكترونيات لمدة ثلاث سنوات وحصل على دبلوم مركز الآلات الدقيقة والإلكترونيات عام 1967، وتم تعيينه بشركة النصر للتليفزيون والالكترونيات عام 1968، وبعد شهور من تعيينه وتحديداً في 4 مايو عام 1968، التحق طلال بالتجنيد في القوات المسلحة، وحصل على رتبة رقيب استطلاع كيماوي وشارك في حرب أكتوبر 1973، ليعود بعد الحرب فى فبراير 1974، للعمل في الشركة، وأثناء العمل درس طلال التجارة وحصل علي بكالوريوس التجارة شعبة محاسبة من كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1979.
بدأ طلال شكر نشاطه النقابي منذ نجاحه في تمثيل العمال في الدورة النقابية 1979 / 1983، واختاره زملائه عضوا بمجلس إدارة الشركة عن العمال دورة 1987 وكان الأول في عدد الأصوات في النقابة ومجلس الإدارة، واستمر في تمثيل العمال ست دورات متتالية حتى خرج على المعاش في 7 مايو 2006.
يقول طلال شكر “عندما دخلت العمل النقابي كان هدفي الأساسي وبوصلتي حقوق العمال، وأن تكون هناك قواعد واضحة ومحددة تحكم كل علاقات العمل؛ وكنت مقتنعا بضرورة السعي لإنصاف المظلومين من العمال حتى في فترات سابقة على انخراطي في العمل النقابي، وكنت مؤمنا بأن اللجوء للقضاء واحد من الأساليب الهامة في السعي لاستعادة هذه الحقوق سواء الفردية او الجماعية والحمد لله نجحت في هذا الأمر الذي زاد من حجم الثقة بيني وبين زميلاتي وزملائي.”
خاض طلال العديد من المعارك الهامة للدفاع عن حقوق العمال منها الوقوف ضد الخصخصة ومقاومتها بكل الأشكال وكان يعتبر أن المعاش المبكر موت مبكر؛ وأن قيمة الإنسان في العمل، لكنه في ذات الوقت يقدر الظروف التي أجبرت العمال على الخروج للمعاش المبكر.
كما نجح طلال -بالتعاون مع زملائه من ممثلي العمال في مجلس الإدارة- في إصدار كثير من اللوائح المنظمة لحقوق العمال والرقابة عليها من بينها لائحة الحوافز؛ ولائحة الترقيات؛ ولائحة شؤون العاملين طبقا للقانون 203 لسنة 1991؛ والتي صدرت عام 1995.
يؤمن طلال بالحرية النقابية والحق في التنظيم النقابي للعمال وظل يسعى وراء هذا الهدف ويتمنى أن يرى العمال وهم يبنون نقاباتهم المستقلة ويقودونها للحصول على حقوقهم الأساسية في العمل.
وانتمى طلال شكر إلى صفوف اليسار وارتبط بحزب التجمع منذ تأسيسه واستمر حتى عام 2011، حيث نشط في أمانة العمال، تحديدا عندما كان عبد الحميد الشيخ، أمين العمال وكانت الأمانة تضم العديد من القيادات العمالية الذين تميزوا في العمل النقابي والدفاع عن الحقوق العمالية, وكان الاجتماع الشهري للأمانة يضم القيادات العمالية ويتناول كافة قضايا العمال ويتبادل القيادات العمالية الخبرات، وكان هذا الاجتماع بمثابة مدرسة حقيقية فى كيفية تضامن العمال، وصدر عنها جريدة أوراق عمالية برئاسة الكاتب العمالى “حسن بدوى” وكانت هذه الجريدة تبرز النضال العمالي.
كما شارك طلال شكر في تأسيس اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية وشارك في انشطة دار الخدمات العمالية والنقابية منذ تأسيسها عام ١٩٩٠ وحتى اليوم، لكن زاد حجم مشاركته اتسع بعد ثورة 25 يناير 2011، وبداية تحقيق حلم الحرية النقابية وبناء النقابات العمالية المستقلة بعد إعلان الدكتور البرعي للحريات النقابية في مؤتمر حضره مدير منظمة العمل الدولية خوان سومافيا.
وشارك طلال في تأسيس مئات النقابات مع فريق العمل بالدار وتدريب النقابيين على مهارات العمل النقابي ومساندة النقابيين في كافة معاركهم، كما شارك دار الخدمات في النضال من أجل إقرار قانون للمنظمات النقابية يتوافق مع معايير الحريات النقابية كما وردت الاتفاقية 87 لسنة 1948 والاتفاقية 98 لسنة 1949.
كما تعاون طلال شكر مع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تدريب القادة النقابيين في القطاع الخاص على مهارات الإدارة النقابية.