تنطلق الفاعليات حول العالم وتتسع دائرة الاحتفال بذكرى مواجهة العنف ضد المرأة كل عام بتنظيم حملات حقوقية للتوعية بالعنف ضد النساء حول العالم.
طالب المؤتمر الدائم للمراة العاملة ، الحكومة المصرية بالتصديق على الإتفاقية الدولية رقم (190 ) لعام 2019 الخاصة بمناهضة العنف والتحرش فى عالم العمل، تحقيق مطالب النساء فى مجتمع خالٍ من التمييز والعنف والتحرش فى عالم العمل، الأمان الشخصى داخل العمل وأثناء الوصول إليه والعودة منه، التمتع المتكافئ لكافة النساء العاملات بجميع قطاعات العمل بحماية قانونية دون استبعاد لأى قطاع من قطاعات العمل.
كما شدد ” المؤتمر الدائم للمرأة العاملة”، علي ضرورة وجود سياسات لمناهضة جريمتى العنف والتحرش، استراتيجية شاملة لتنفيذ تدابير كفيلة بمنع العنف والتحرش ومكافحتهما، النص على تعريف محدد للتحرش والعنف داخل العمل والنص على عقوبات للجريمتين داخل قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 أو مقترح القانون الذى ما زال قيد المناقشة وفقًا لما جاء بمواد الاتفاقية الدولية رقم 190 لعام 2019، وجود آليات داخل مكان العمل فعالة للتفتيش والتحقيق في حالات العنف والتحرش من خلال هيئات تفتيش العمل أو غيرها.
ويستمر الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة (16 يومًا بدايةً من 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر ) الذى يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث دعت للاحتفال به مجموعات نسويه فى كلومبيا لأول مرة عام 1981 فى أمريكا اللاتينية، وفي عام 1999 بعد مطالبات حقوقية ونسويــة متواصلة بدأ إقـرار الاحتفـال وصـدور قرار من الجمعيـة العامـة للأمم المتحدة تعلن فيه أن يوم 25 نوفمبر من كل عام يومًا للتوعية بجميع أشكال العنف ضد المرأة سواء داخل الأسرة أو خارجها. وفى عام 2014 تطور شكل الاحتفال ليتخذ من اللون البرتقالي شعارًا له.
يرجع تخصيص يوم 25 نوفمبر بالتحديد يومًا للقضاء على العنف ضد المرأة إلى ذكرى جريمة قتل الأخوات (ميرابال) الناشطات السياسيات والنسويات فى جمهورية الدومينيكان، حيث قاومت الأربع شقيقات الممارسات الوحشية لنظام (روفائيل تروخيو) فى الستينات مما أدى إلى اعتقالهن فى السجون.
وفى عام 1960 أرسلت منظمات حقوقية أمريكية مراقبين إلى جمهورية الدومينيكان وبمساعدة هؤلاء أفرجت السلطات عن الشقيقات الثلاث، بينما أُبقي على أزواجهن في السجن. لكن (تروخيو) أبى أن تعيش (الفراشات كما كانوا يسمونهن) يهددن عرشه، فقرر التخلص منهن أثناء عودتهن من زيارة أزواجهن المعتقلين السياسيين. حيث استوقف رجال (تروخيو) السيارة التي كانت تقلهن في طريق العودة، وقتلوهن وقتلوا السائق ثم أعادوا جثثهن مرة أخرى للسيارة وألقوا بها من فوق أحد المنحدرات.
هكذا دفعت ثلاث منهن حياتهن ثمنًا للمقاومة، وأفلتت شقيقتهن الرابعة من الموت لتروى القصة محليًا وعالميًا . حيث كان مقتلهن بمثابة شرارة زادت من حدة الكفاح ضد نظام (تروخيو). وبعد ستة أشهر لعب اغتيال الأخوات “ميرابال” أو “الفراشات الثلاثة ” دورًا في تأجيج الغضب الشعبي ضد (تروخيو) مما أدى إلى قتله على يد مجهولون رميًا بالرصاص في الـ30 من مايو عام 1961. وتغير النصب التذكاري في الدومينيكان من الاحتفاء بـ (تروخيو) إلى تخليد ذكرى (الأخوات ميرابال) اللاتي أصبحن مثلًا أعلى لمشاركة النساء في العمل السياسي في أمريكا اللاتينية بأسرها.