تعمل النساء ضمن المناطق الريفية في ورش قطاف الزيتون ومختلف الأعمال الزراعية، ويعتبر موسم الزيتون فرصة لتلك النسوة في الحصول على فرصة عمل تغنيها عن الحاجة رغم الأجور القليلة التي لا تتجاوز بضع ليرات تركية في محافظتي إدلب وحلب.
ووفقا لما نشرة ” المرصد السوري لحقوق الانسان” ، فقالت الستينية (أم.قتيبة): وهي من مهجري ريف إدلب الشرقي إلى مخيمات مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، أنها تعمل في الورش الزراعية وكان آخرها موسم قطاف الزيتون، بأجر لا يتجاوز 7 ليرات تركية في 7 ساعات عمل، أي ليرة تركية واحدة لكل ساعة عمل وهو مبلغ زهيد لا يكفيها شراء احتياجاتها اليومية مع شريكتها في الخيمة، ومع انخفاض درجات الحرارة اضطرت السيدة الستينية لترك عملها بسبب ضعف جسدها على تحمل مشقة العمل، عدا عن ذلك عدم قدرتها على شراء الأدوية في حالة مرضها.
وأضافت السيدة (أم.قتيبة)، أن أسعار الدواء أصبح لا تطاق، حيث أنها تعرضت لإصابة بسيطة أثناء عملها .
سابقاً، أضرت لشراء علبة دواء مسكن آلام بـ 13 ليرة تركية، أي ضعف أجرتها اليومية.
ويتواجد في محافظتي إدلب وحلب مئات الأسر التي تعيلها نساء، بسبب وفاة أو اعتقال أو اختفاء رب الأسرة، وفي مثال آخر (أم إيناس) التي تعيش في منزل يرفض صاحبه أن يأخذ قيمة إيجاره منذ ما يزيد عن 5 سنوات، منذ أن اعتقلت قوات النظام زوجها، وأصبحت هي المعيلة لأسرتها التي تتألف من 4 فتيات أكبرهن بعمر الـ 16، حيث تعمل الأم في الورشات الزراعية بـ10 ليرات تركية، لا تكفي عائلتها احتياجات الطعام.
وتتجاهل المنظمات الإنسانية المسنين والأرامل اللواتي ليس لديهن أطفال، بقصد الوصول إلى أسر لديها احتياجات أكبر، في ظل انتشار الفساد والمحسوبيات مع المجالس المحلية التي تديرها “حكومة الإنقاذ”.