كشف تقرير صادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، عن أن أكثر من 7 آلاف طبيب هاجروا خارج مصر خلال الموجه الثانية لانتشار فيروس كورونا، حيث تضاعف عدد المصابين والوفيات بشكل غير مسبوق، كما ارتفعت نسبة الوفيات لإجمالي المصابين في مصر (6%) مقدار 3 أمثال المتوسط العالمي (2%)..
وأرجع التقرير السبب في تردي الحالة في الموجه الثانية لكورونا إلي نقص مقدمي الخدمات الصحية نتيجة هجرة الأطباء للخارج والتي تزايدت عقب الموجة الأولى وقدر عددهم بنحو 7 آلاف طبيب ووفاة عدد كبير منهم نتيجة للفيروس ، وبحسب التقرير فإن الفجوة بين الاحتياجات من الخدمة الصحية والإمكانيات المتاحة حاليًا تشير إلى أن مصر تحتاج 11 ضعف الإمكانات الحالية من الرعاية المركزة في السيناريو الأقل تشاؤمًا وقد تصل إلى 7 ضعف في السيناريو المتشائم.
المهندس ياسر عمر شيبة، وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان قال إن هناك عدد من العوامل التي تسببت في انتشار ظاهرة هجرة الأطباء إلى الخارج، حيث يبحث شباب الأطباء عن أفضل فرص العمل بعد التخرج، فضلا عن الثورة التكنولوجية في مجال التواصل الاجتماعي التي جعلت التواصل مع الدول الخارجية أكثر سهولة وأصبح العالم كتابا مفتوحا ، مشيرا في تصريحات للمكتب الإعلامي لحزب المحافظين إلي أن دول الخليج العربي وأوروبا تفتح أبوابها للأطباء المصريين، نظرا لما تُعانيه تلك الدول من عجز في خريجي كليات الطب والناتج عن إحجام الشباب الأوروبي عن دراسة الطب نظرا لصعوبته وتكلفته المرتفعة، موضحا “خاصة أن الشاب في أوروبا يعلم أنه سيعيش حياة كريمة دون أن يُرهق نفسه في دراسة الطب”.
وكشف أن هناك عوامل داخلية تُساهم في انتشار تلك الظاهرة وتفاقمها، واستطرد “وأخطرها غياب الوعي المجتمعي بأهمية مهنة الطبيب، وفى الفترة الأخيرة زادت وقائع الاعتداء على الأطباء داخل المستشفيات الجامعية والعامة”، لافتا إلى أنه بالإضافة إلى غياب المقابل المعنوي هناك ضعف في المقابل المادي الذي يتقاضاه الأطباء العاملين في المستشفيات العامة والحكومية في مصر.
من جانبها قالت الدكتورة مني مينا عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة ورئيس لجنة الشكاوي أن أطباء مصر يقفون على خط النار في الحرب الشرسة ضد الفيروس ويضحون بحياتهم من أجل صحة المصريين في ظل ظروف غير مناسبة تماما ، وتوقعت مينا قيام عدد أكبر من الأطباء بالهجرة من مصر في الفترة المقبلة وذلك بسبب سوء بيئة العمل في مصر، خاصة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لحل مشاكل الأطباء، خاصة بعد أزمة كورونا، وهو ما يهدد بحدوث أزمة أن نجد في يوم من الأيام المستشفيات فارغة من الأطباء.
وكشفت مينا أنه بعد أزمة فيروس كورونا زاد الطلب على الأطباء المصريين، وتمت زيادة التسهيلات المقدمة لهم من قبل الحكومات الأجنبية، خاصة الحكومة الأمريكية – لاجتذابهم.