في تصريحات صادمة قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضم عددا قياسيا للشباب المعوزين والأطفال ضحايا العنف الخطير في العالم، وأن المنطقة مسرح لقمع وحشي. وأكد المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة تيد شيبان أن نصف “الانتهاكات الجسيمة” البالغ عددها 28 ألفا ضد الشباب المسجلة في العالم في 2019، وقعت في سبع دول” في هذه المنطقة.
وأكد شيبان أن بلدان هذه المنطقة تضم عددا قياسيا للشباب المعوزين والأطفال ضحايا العنف الخطير في العالم.
ويرى المدير الأقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنه “بعد العام 2011، تعرضت حياة الشباب ومستقبلهم للتهديد بسبب تزايد الصراعات وانخفاض أسعار النفط”. فكانت النتيجة ساحقة في منطقة تضم 124 مليون شاب بين سن العاشرة والرابعة والعشرين أي 26 % من إجمالي السكان بحسب يونيسف.
وقال: “يحتاج 38 مليون طفل ومراهق إلى مساعدات إنسانية في هذه المنطقة، وهو أكبر عدد في العالم. والأمر نفسه ينطبق على البطالة”. وأكد: “بالنسبة ليونيسف، تمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من 50 في المئة من إجمالي مبالغ نداءات المساعدات الإنسانية بسبب التدهور الاقتصادي والسياسي”.
ويبلغ معدل البطالة 29 في المئة في شمال أفريقيا و25 في المئة في الشرق الأوسط، علما أن نسبة البطالة أعلى في صفوف النساء وتبلغ 39 و41 في المئة على التوالي.
وقدر البنك الدولي في تقرير نُشر في منتصف يناير الماضي أنه يجب استحداث 300 مليون فرصة عمل جديدة بحلول العام 2050. وقال مسؤول في البنك الدولي يومها إن المنطقة بحاجة إلى “800 ألف وظيفة جديدة في الشهر” لمواجهة طلبات الشباب الداخلين إلى سوق العمل.
وتدرج منظمات الأمم المتحدة تحت ما يسمى بـ “الانتهاكات الجسيمة” حوادث سقوط القُصر جرحى أو قتلى وتجنيد الأطفال والعنف الجنسي والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية للقصر.
وقد أزداد الأمر سوءا بعد تفشي وباء كوفيد-19 من الوضع سوءا إذ حرم 40% من الطلاب في المنطقة من الدراسة بسبب عدم وصولهم إلى التعليم عن بعد.
ورغم الصورة القاتمة، يقول شيبان إنه “على الرغم من الاضطرابات والنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار الاقتصادي، فإن المزيد من الأطفال باتوا يذهبون إلى المدارس ويتم تطعيمهم ضد أمراض الطفولة ويحصلون على المياه النظيفة”.