يعود يوم المرأة العالمي إلى قيام النساء العاملات في الدول الصناعية (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا) بالقيام بتظاهرات، للمطالبة بحقوقهن في تحسين ظروف العمل كتقصير وقت العمل ورفع الأجور. ففي سنة 1857 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كُن يُجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.
وفي الثامن من مارس سنة 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك وحملن قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية، واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار “خبز وورود”.
هذه المرة طالبت النساء بوقف تشغيل الأطفال والمعاملة المساوية للرجل ومنح النساء الحق السياسي أي حق الانتخاب.
اما النساء الروسيات فكان شعارهن في المظاهرات “الخبز والسلام” احتجاجاً على الخسائر التي تكبدتها روسيا في الحرب العالمية الأولى والتي بلغت مليوني جندي. وبعد أربعة أيام من التظاهرات أُجبر القيصر على التسليم، ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة الروسية حقها في التصويت.
وعندما بدأت الحركة النسائية الدولية تكتسب زخما خلال السبعينات، أعلنت الجمعية العامة بالأمم المتحدة عام 1975 بوصفها السنة الدولية للمرأة ونظمت المؤتمر العالمي الأول المعني بالمرأة، الذي عقد في المكسيك. غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة تم سنة 1977تحول بالتالي إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكير الضمير العالمي بالظلم الذي مازالت تعاني منه ملايين النساء في العالم.
وفي عام 1979، اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي غالبا ما توصف بأنها الشرعة الدولية لحقوق المرأة، وتحدد الاتفاقية، في موادها الثلاثين، صراحة التمييز ضد المرأة وتضع برنامجًا للعمل الوطني لإنهاء هذا التمييز.
المرأة الفلسطينية ناضلت على صعيدين، الأول: نضالها الوطني ضد الاحتلال الصهيوني، فكانت الشهيدة والجريحة والأسيرة…
الثاني: نضالها المحلي للتحرر من سيطرة الرجل وظلم العادات والتقاليد المتمثلة في القتل بإدعاء غسل شرف العائلة، العنف (الجنسي والجسدي)، الزواج القصري، الحرمان من التعليم والعمل، وبفعل نضالها الدؤوب، حققت المرأة الفلسطينية منجزات في الجوانب السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.
وكان دور المرأة الفلسطينية في العمل الاجتماعي والتنمية البشرية بارزاً، حيث انها أنشأت مئات الهيئات النسوية والمؤسسات الخيرية التي قدمت خدمات جليلة على الصعد التثقيفية والتنموية والصحية.
نبارك للمرأة عيدها ونتمنى لها التقدم والازدهار على قدم المساواة مع الرجل.