تركيا| كثيرون يعيشون تحت خط الفقر

قسم : أخبار, تحت الضوء

أصبح الوضع المتردي الذي يعاني منه الشعب التركي وخاصة من محدودي الدخل والذي أصبح علي شفا من الفقر فيواجه صعوبات متزايدة في التسوق على غرار كثير من الأتراك الذين بات عليهم الآن التعامل مع ارتفاع الأسعار بوتيرة يومية.
بحسب تقرير للبنك الدولي نشر في أبريل 2020، فإن 13.9 في المئة من الأتراك يعيشون تحت عتبة الفقر الوطنية المحددة بـ 4.3 دولار (3.59 يورو) في اليوم للشخص الواحد.
تقول هاجر فوغو، مؤسسة منظمة “شبكة الفقر العميق” غير الحكومية، “أعمل منذ عشرين عاماً في أحياء فقيرة لمساعدة الناس الذين يعيشون في الفقر. لم يكن تأمين الطعام أبداً مشكلة كما هي اليوم”.
وأضافت، “في الماضي، إذا لم يكن لديك طعام فيمكن أن تطلب من الجيران. لكن اليوم حتى الجيران ليس لديهم أي شيء”.
في هذه الأحياء حيث يقيم عاملون عموماً في البناء، يحاول أشخاص يجمعون القمامة لإعادة تدويرها ونساء وأطفال تأمين معيشتهم كباعة متجولين.
وتضيف فوغو، “لقد رأيت أمهات يطعمن أطفالهن الحساء الجاهز، لأنهن لم يعدن قادرات على شراء حليب الأطفال. إنه مكلف للغاية، لدرجة أن السوبر ماركت باتت تضعه في أماكن مقفلة كما وكأنه منتج فاخر”.
الفقر لم يعد يطال فقط هؤلاء الذين كانوا دائماً في أوضاع صعبة، إنما أيضاً الفئات التي كانت تظن أنها بمنأى منه. وتتابع فوغو “هناك أشخاص وجدوا أنفسهم فجأة عاطلين من العمل، أو لم يطلبوا من قبل مساعدة غذائية يأتون إلينا”.
لم تكن أوصار المرأة المتقاعدة تتصور أبداً أنها لن تتمكن يوماً ما من دفع فواتير الغاز. تقول والدموع في عينيها، إنه لم يعد لديها وسائل تدفئة في المنزل على الرغم من درجات الحرارة التي تنخفض إلى ما دون الصفر ليلاً في أنقرة. وقالت “الحكومة غير آبهة. إذا سألتهم، فإن كل هذه المخاوف غير موجودة”.
يقول إرينج يلدان، أستاذ الاقتصاد في جامعة قادر هاس في إسطنبول، إن السياسات النقدية السيئة التي شجعت النمو القائم على أساس المديونية وانعدام الثقة في الأسواق هي السبب وراء ارتفاع التضخم.
وأوضح، “كان التضخم يبلغ رسمياً 14.6 في المئة خلال 2020. لكن هذا الرقم ليس سوى متوسط. هو أعلى بكثير، ويبلغ نحو 22 في المئة، للمنتجات الغذائية التي تشكل الجزء الأكبر من إنفاق السكان ذوي الدخل المتواضع”.
ويقول الخبير الاقتصادي إن الزيادة التراكمية في الأسعار منذ عام 2018، للمنتجات الغذائية بلغت 55 في المئة.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس التركي إصلاحات في محاولة لإنهاض الاقتصاد. ويرتقب أن تشمل تقديم إعانات للمستثمرين، وكذلك خفض الإنفاق العام، لكن الخبراء ما زالوا مشككين.
وأضاف يلدان، “تحاول تركيا أن تجد طريقها في الضباب، لأن المؤسسات قد هدمت، لا نقوم إلا بإنقاذ الأثاث”. وخلص إلى القول “هناك مشكلة حوكمة حقيقية”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *