تزامنًا مع بدء شهر رمضان زادت معاناة العمال في اليمن كثيرًا، وبخاصة أصحاب الدخل اليومي البسيط؛ فرمضان هذا العام أكثر مأساوية لارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، وانعدام الغاز المنزلي، بالإضافة إلى استمرار ارتفاع أسعار المشتقات النفطية.
منذ اندلاع الحرب الراهنة في البلاد وسوق العمل في تدهور مستمر، وكان لمدينة تعز النصيب الأكبر من هذا التدهور، فالحصار الذي تشهده المدينة حتى الآن شَلَّ حركة العمل فيها بشكل شبه كلي، خاصة في السنوات الأولى من الحرب، هذا الأمر أدى إلى زيادة نسبة البطالة حيث توقف الكثير من العمال عن ممارسة أعمالهم مما فاقم معاناتهم.
يتكبد العمال في اليمن مشقة العيش ويتعرضون لأعباء مضاعفة، تتمثل بانعدام العمل المستمر وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، حتى صار الكثير منهم في رصيف البطالة.
وبحسب التقرير الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فإن الحرب تسببت في فقدان خمسة ملايين عامل وعاملة وظائفهم .وفي الوقت ذاته تشير آخر الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة في البلد تجاوزت منذ العام 2018 معدل 60%، فيما قدر اتحاد عمال اليمن نسبة من فقدوا أعمالهم خلال الحرب الدائرة في البلاد مايقارب 80% من الحجم الفعلي للقوى العاملة.
في المقابل يرى مراقبون أن اليمن أصبحت رسميا بدون قوة عمل مع الإنهيار الاقتصادي وتوقف العديد من الأعمال، وبات سوق العمل مكتظا بالبطالة.
ووفقا لتقارير رسمية، فإن الحرب الراهنة في اليمن أدت إلى توقف العديد من الشركات والمؤسسات العامة والخاصة، إذ تسبب توقف بعض الشركات ومصانع الإسمنت إلى تسريح نحو 50 ألف عامل، وأثر توقف شركات التنقيب والاستكشاف والإنتاج النفطي والصناعات الغذائية والمواد المعدنية والبلاستيكية على وضعية الآلاف من العمال الذين فقدوا أعمالهم، دون أي بارقة أمل لاستقرار الأوضاع من جديد.