رغم عدم الانتهاء من أزمة تشغل وملء سد النهضة، والتوتر الدائم بين الأطراف الثلاثة “مصر والسودان وإثيوبيا” أعلنت أديس أبابا، عن شروعها في بناء سد جديد على نهر ديدسا الذي يعد من الروافض الأساسية الذي يغذي النيل الأزرق.
وأقدمت أثيوبيا بالفعل على افتتاح الخطوة الأولى لبناء سد “ري الغضب” في ولاية أوروميا جنوب غرب البلاد، وذلك عبر شيملس عبديسا، رئيس الولاية الإقليمية، ووزير المياه والري والطاقة سيليشي بيكيلي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية اليوم الثلاثاء.
وأشار بيكيلي ، أثناء الافتتاح إلى أن 50% من الأراضي في إثيوبيا صالحة للزراعة عبر مشاريع الري، إلا أن 20% منها فقط مستغلة.
وأوضح الوزير، أن السد المتوقع اكتماله خلال ثلاث سنوات، سيساعد في ري وتطوير أكثر من 14500 هكتار من الأراضي الزراعية التي يستفيد منها حوالي 58000 أسرة في المنطقة.
إلا أن هذا المشروع قد يفاقم التوتر الحاصل بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة ثانية على خلفية سد النهضة، والاستفادة من الثروات المائية بين الدول الثلاث، لا سيما أن النهر المذكور (ديدسا) يغذي النيل الأزرق.
ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا ليصبح أكبر مصدر لتوليد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاوات.
ورغم حض الخرطوم والقاهرة السلطات الإثيوبية على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
كما شددت على أنها عازمة أيضًا على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في تموز المقبل، رغم كافة الاعتراضات المصرية والسودانية.
فيما تعتبر مصر التي يمثل نهر النيل 97% من مصادرها المائية، هذا السد تهديدا وجوديا لها. بدورها تخشى الخرطوم أن يؤثر السد الإثيوبي على عمل سدودها.
يأتي ذلك بالتزامن، مع استضافة أديس أبابا، اليوم الثلاثاء، أعمال الاجتماع الـ33 لوزراء المياه والري بدول حوض النيل الشرقي، بحضور وزراء المياه في إثيوبيا والسودان وجنوب السودان وغياب مصر على الرغم من أنها عضو بحوض النيل الشرقي.
وسيبحث الاجتماع سبل التطوير المشترك لحوض النيل والعمل المنجز حتى الآن في الجزء الشرقي من حوض النيل فضلا عن التعاون بين بلدان حوض النيل.
كما يناقش الاجتماع الذي يترأسه، وزير المياه والري والإثيوبي سليشي بقلي، تقرير الخبراء الفنيين حول عدد من المشروعات المقترح تنفيذها في دول حوض النيل الشرقي.
ومن المتوقع أن يتسلم السودان رئاسة مجلس وزراء المياه لحوض النيل الشرقي خلال هذا الاجتماع.
والدول الأعضاء بحوض النيل الشرقي هي “مصر، إثيوبيا، السودان، جنوب السودان”.
ويعقد مجلس وزراء الخارجية العرب، في اجتماع طارئ، في قطر، بناء على طلب مصر والسودان، تطورات أزمة سد النهضة.