شارك الالاف من المواطنيين بتركيا في مظاهرات حاشدة للاحتجاج على انسحاب البلاد من معاهدة دولية لمكافحة العنف ضد النساء وقد نزل الآلاف إلى الشوارع في مدن تركية كبرى بعد ساعات من دفاع الرئيس رجب طيب أردوغان عن الانسحاب من اتفاقية إسطنبول، التي تم التفاوض عليها في أكبر مدينة في تركيا وجرى التوقيع عليها في عام 2011، وألزمت الموقعين عليها بمنع العنف الأسري ومحاكمة مرتكبيه وتعزيز المساواة.
وهتفت النساء بين حشد عدة مئات في العاصمة أنقرة “لن يتم إسكاتنا، لن نخاف، لن نركع”. وكُتب على لافتة كبيرة “لن نتخلى عن اتفاقية اسطنبول”.
وقد احتشد أكثر من ألف شخص أغلبهم من النساء في وسط إسطنبول وسط وجود مكثف لعناصر الشرطة التركية ولم يختلف الوضع كثيرا في باقي الأنحاء حيث خرجت احتجاجات أصغر في مدينة إزمير المطلة على بحر إيجة وفي مناطق أخرى في أنحاء البلاد
وفي السياق ذاته فقد قالت جنان جولو، رئيسة اتحاد الجمعيات النسائية التركية، الأربعاء: “سنواصل كفاحنا… تركيا تضر نفسها بهذا القرار”
كما أكدت إن النساء والفئات الضعيفة الأخرى منذ مارس أكثر ترددا في طلب المساعدة وأقل احتمالا لتلقيها إذ أدى “فيروس كورونا ” إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية مما تسبب في زيادة كبيرة في العنف
و وسط تأييد من معظم المحافظين في تركيا وحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان يقولون إن الاتفاقية تقوض الهياكل الأسرية التي تحمي المجتمع أعلن أردوغان خلال اجتماع في أنقرة: “بعض الدوائر تحاول تصوير انسحابنا من معاهدة إسطنبول على أنه انتكاسة في حربنا على العنف ضد المرأة”. وأضاف: “معركتنا لم تبدأ بمعاهدة إسطنبول ولن تنتهي بانسحابنا منها”.
كما قال مكتب أردوغان في بيان للمحكمة الإدارية الثلاثاء: “انسحاب بلادنا من الاتفاقية لن يؤدي إلى أي تقصير قانوني أو عملي في منع العنف ضد المرأة”
يأتي هذا بعد أن أثار انسحاب أنقرة إدانة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويقول منتقدون إنه يبعد تركيا أكثر عن التكتل الذي تقدمت بطلب الانضمام إليه في عام 1987. وتم رفض طعن قضائي لوقف الانسحاب هذا الأسبوع.