وقعت بالأمس منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة على مذكرة تفاهم جديدة لزيادة الترابط بين التوظيف وبين حماية الطبيعة و ذلك تزامناً مع الكوارث البيئية و الوبائية و المناخية الخطيرة التي تواجه الأرض في الآونة الأخيرة .
وتهدف مذكرة التفاهم إلى دعم الأعمال الخضراء ، و خلق فرص عمل لائقة من خلال الاستثمارات في إعادة التشجير والحفاظ على التربة والمياه وإعادة التأهيل البيئي والتكيف مع تغير المناخ.
كما تؤكد الاتفاقية على أهمية الحلول كاستخدام ممارسات زراعة أكثر استدامة أو تعزيز التخضير الحضري لخفض درجات الحرارة في مدن ما يصل إلى 1.2 مليار وظيفة تعتمد بشكل مباشر على النظم البيئية والخدمات التي تقدمها – سواء كان ذلك من خلال توفير الغذاء والماء ، أو تنظيم النظام المناخي أو السيطرة على ناقلات الأمراض، و في الوقت نفسه ، فإن الأنشطة المتزايدة الأهمية مثل استعادة النظام البيئي لديها القدرة على خلق العديد من الوظائف.
حيث يقول المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر : ” إذا كنا جادين في توفير العمل اللائق للجميع بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ، يجب ألا ننسى أن وظائف اليوم وغدًا تعتمد على الحفاظ على النظم البيئية وهي ستتأثر سريعاً لفقدان التنوع البيولوجي ، “ببساطة ، بدون كوكب سليم ، لا يمكن أن تكون هناك اقتصادات منتجة أو عمل لائق”.
ويقول المدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة برونو أوبيرل : ” في رحلة التعافي بعد كوفيد19 ، يجب علينا تجنب الاستثمارات الضارة بالطبيعة ، مما يعني أنه يجب علينا تجنب العمل كالمعتاد وعلاوة على ذلك ، يجب أن تدعم استثمارات الحفاظ على الطبيعة واستعادتها ، مع مراعاة الانتعاش الاقتصادي والتحديات المجتمعية الأوسع نطاقًا “.
الجدير بالذكر أن العديد من الدول اتخذت إجراءات صديقة للبيئة في الآونة الأخيرة و لكنها لا تزال محدودة جدا بالمقارنة مع الممارسات الممنهجة و العشوائية التي تدمر كوكب الأرض و تزيد من حدة التغيرات المناخية و انقراض العديد من الحيوانات و زيادة الأوبئة و المجاعات .
و يلعب عالم العمل دورًا حاسمًا في استعادة التنوع البيولوجي والنظم البيئية حيث أن البيئة تعتبر أحد المحركات الرئيسية للتغيير الجذري في عالم العمل و الاقتصاد و لعل أقرب الشواهد على ذلك هو تأثر سوق العمل و تأثر اقتصاد الدول كلها بأزمة فيروس كورونا المستجد والذي دفع العديد من الدول لفرض حظر تجول و تعطيل حركة الإنتاج .
فهل سنرى في الأيام القادمة تكرار هذا التعاون بين (منظمات العمل والبيئة ) في جميع دول العالم ؟ ، ستجيبنا الأيام القادمة على هذا السؤال .