قامت طالبان بتدمير المعهد الوطني للموسيقى في كابول الذي أسسه ” أحمد سرماست ” عام 2008 بهدف تعليم الموسيقى للشباب و الفتيات الأفغان في أعقاب التحرر من طالبان ، إلا أنه و بعد عودة طالبان للحكم قاموا بتحطيم المعهد و آلاته الموسيقية بما في ذلك البيانو ومجموعة الطبول .
و تأتي تلك الجريمة بعد أيام من دعوة طالبان لمطرب شعبي أفغاني يدعى ” فؤاد أندرابي ” لسماع موسيقاه و شرب الشاي ، و بعد انتهاءه من العزف لهم و عودته للمنزل بيومين فقط من هذه الدعوة ، قامت عناصر من طالبان بقتله عن طريق إطلاق الرصاص على رأسه بداخل منزله ، وتم أيضاً قتل فنان كوميديا أفغاني على يد إرهابيي طالبان و يدعى ” نزار محمد ” و هو المعروف أيضًا باسم “خشه زوان ” ، كان ” زوان ”كوميديًا مشهورًا ، و فوجيء رواد مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو يعرض مقطع لرجلين يصفعان زوان و يعنفانه بشكل كبير و في وقت لاحق ،تم إطلاق النار عليه عدة مرات.
و بالرغم من أن المتحدث باسم طالبان ” ذبيح الله مجاهد ” قد أكد على أن الرجال الذين ارتكبوا جريمة مقتل زوان سيحاكمون ، إلا أن تحطيم طالبان للمعهد الوطني للموسيقى يدل على نهج يختلف عن تصريحات التنظيم.
هذا و قد حظر المتمردون الإسلاميون الموسيقى و أعمال الفن كافة تحت بند تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية .
و رداً على تدمير الآلات الموسيقية ، قال السفير الأفغاني في بولندا ” طاهر قديري” : “سبتمبر هو شهر أسود في التقويم الأفغاني ؛ يوجد الكثير مما يحزن ، من استشهاد البطل الوطني الأفغاني إلى العودة إلى المربع الأول. اليوم ، ماتت “أوركسترا زهرة ” التابعة لـالمعهد الوطني للموسيقى والتي كانت أوركسترا نسائية. هذا هو اليوم الذي ماتت فيه الموسيقى في أفغانستان “.
و الجدير بالذكر بأن ” أوركسترا زهرة ” تم تشكيلها عام 2015 من قبل المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى و كانت نسائية بالكامل ، و قامت سابقاً بعدة جولات مثل تأديتهم للأوركسترا بالمنتدى الاقتصادي العالمي ، و زاروا المملكة المتحدة و أستراليا حيث قاموا بالعزف بدار الأوبرا في سيدني بحضور أكثر من 1500 ضيف .
صور أوركسترا زهرة و فتياتها تملأ صفحات الانترنت لتعلن عن رغبة نساء أفغانستان في الانفتاح و الحرية ، فمتى يستيقظ المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات و الجرائم في حق النساء و الفن و الثقافة ؟