لن ينسى الأمريكيون أبدًا هجمات 11 سبتمبر الإرهابية التي خلفت حوالي 3000 قتيل ، عندما تم الاستيلاء على أربع طائرات تحلق فوق شرق الولايات المتحدة في وقت واحد من قبل فرق صغيرة من الخاطفين ، ثم تم استخدامها كصواريخ عملاقة موجهة للاصطدام بمباني بارزة ، فقد ضربت الطائرات المخطوفة البرج الشمالي ، أما الثانية فقد اصطدمت بالبرج الجنوبي وأضرمت النيران في المباني ، وحاصرت الناس في الطوابق العليا ، وأغرقت المدينة بالدخان في أقل من ساعتين ، فانهار كلا البرجين المكونين من 110 طوابق في سحب ضخمة من الغبار.
و بعد ذلك ، دمرت الطائرة الثالثة الوجه الغربي للبنتاغون – المقر العملاق للجيش الأمريكي خارج العاصمة واشنطن العاصمة.
و تحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا، بعد أن قاوم الركاب ، و يُعتقد بأن الخاطفين قصدوا مهاجمة مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة.
القتلى كانوا من جنسيات و أديان و أعراق متعددة حيث ذكرت الإحصاءات أنهم كانوا من 77 دولة مختلفة ، و قد بلغ عددهم إجمالاً ، 2977 شخص (باستثناء الخاطفين التسعة عشر) ، ومعظم هؤلاء قتلوا في نيويورك ، وقتل أيضاً جميع ركاب وطاقم الطائرات الأربع وعددهم 246 في البرجين ، وتوفي 2606 شخص – في ذلك الوقت أو فيما بعد من الإصابات
و أما في البنتاغون ، فقد قتل 125 شخصًا ، و كانت أصغر ضحية هي” كريستين لي هانسون” البالغة من العمر عامين ، والتي توفيت على إحدى الطائرات مع والديها “بيتر ” و ” سو” .
هذا و قد أصيب آلاف الأشخاص أو أصيبوا فيما بعد بأمراض مرتبطة بالهجمات ، بما في ذلك رجال الإطفاء الذين عملوا في الحطام السام.
المهاجمون أعلنوا عن مسئوليتهم عن هذه الجريمة في مقاطع مصورة ، حيث أعلن التنظيم الإسلامي المتطرف ” القاعدة ” تخطيطه للهجمات من أفغانستان ، بقيادة أسامة بن لادن ، و ألقى تنظيم القاعدة باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها في التسبب بالصراعات في العالم الإسلامي.
هذا و قد نفذ 19 شخصًا عمليات الاختطاف ، و الذين كانوا يعملون في ثلاث فرق ، و تضمنت كل مجموعة شخصًا تلقى تدريبًا في مدارس الطيران في الولايات المتحدة نفسها.
كان من ضمن هؤلاء المختطفين أفراد سعوديين واثنان من الإمارات العربية المتحدة وواحد من مصر والآخر من لبنان.
و بعد أقل من شهر على الهجمات ، قاد الرئيس جورج دبليو بوش غزو أفغانستان – بدعم من تحالف دولي – للقضاء على القاعدة ومطاردة بن لادن.
و بالرغم من أن القاعدة قد أعلنت عن مسئوليتها عن جرائم 11 سبتمبر إلا أن العديد من الأشخاص لازالوا يتساءلون عن المتسبب الحقيقي و ذلك بسبب إخفاء وكالة المخابرات الأمريكية للملفات التي تحتوي على نتائج التحقيقات ، والتي أعلن الرئيس الأمريكي ” بايدن ” بأنه سيتم الإفراج عنها قريباً .
كانت خسائر التأمين بسبب أحداث 11 سبتمبر أكبر بأكثر من مرة ونصف مما كان في (إعصار أندرو) من حيث الخسائر.
و توقفت الرحلات الجوية في أماكن مختلفة عبر الولايات المتحدة وكندا والتي لم يكن لديها بالضرورة الدعم التشغيلي، مثل الطواقم الأرضية المخصصة ، و قدمت كلّ من الخطوط الجوية المتحدة والخطوط الجوية الأمريكية دفعات أولية بقيمة 25,000 دولار أمريكي لعائلات الضحايا .
كما طُلب من شركات الطيران إعادة أموال مشتريات التذاكر لأي شخص غير قادر على السفر.
كما زادت أيضا أحداث 11 سبتمبر من تفاقم المشاكل المالية التي كانت صناعة الطيران تعاني منها بالفعل قبل الأحداث ، و أغلقت شركة ميدواي آيرلاينز، أعمالها و قد كانت بالأصل على وشك الإفلاس ، كما هُددت شركات الطيران الأخرى بالإفلاس، وأُعلن عن عشرات الآلاف من حالات التسريح من العمل في الأسبوع التالي للأحداث.
و لمساعدة هذه الصناعة، قدمت الحكومة الفيدرالية حزمة مساعدات للصناعة، بما في ذلك 10 مليارات دولار أمريكي من ضمانات القروض، إلى جانب 5 مليارات دولار أمريكي للمساعدة على المدى القصير.
كما تراجعت السياحة في مدينة نيويورك، مما تسبب في خسائر فادحة في قطاع يعمل فيه 280,000 شخص ويولّد 25 مليار دولار أمريكي سنويًا
في الأسبوع الذي تلى الهجوم، انخفض إشغال الفنادق إلى ما دون 40%، وتم تسريح 3000 موظف.
كما انخفضت السياحة وإشغال الفنادق والسفر الجوي بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد.
هذا و قد أدّت أحداث 11 سبتمبر باستفزاز الولايات المتحدة إلى شن حرب في أفغانستان بالإضافة إلى الإنفاق الإضافي على أمن الوطن.
كما استُشهد بالأحداث كأساس منطقي لجدوى حرب العراق ، و قد تجاوزت تكلفة الحربين حتى الآن 6 تريليون دولار أمريكي.
و هنا نتسائل حقاً ، كيف استطاعت الولايات المتحدة أن تنسحب بهدوء من كابول الشهر الماضي إثر سيطرة طالبان عليها بعد كل هذه الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها في الجرائم التي وقعت و فيما تلا هذه الجرائم من أحداث اقتصادية و من حروب و من تعويضات للمتضررين و من إعادة بناء للمناطق المحطمة ومن علاج للمصابين ؟
ترى هل أصبح التواجد الأمريكي في أفغانستان يسبب عبئا اقتصاديا على الإدارة الجديدة ؟ هل كان قرار الانسحاب تحكمه لعبة سياسية للولايات المتحدة ؟أم هو قرار عشوائي قد يدفع ثمنه الأمريكيون فيما بعد ؟