وضعت الحكومة المصرية منطقة شبه جزيرة سيناء على خارطة التنمية الشاملة والاستثمار، ضمن خطتها الطموحة لتعمير سيناء بهدف جعلها منطقة جاذبة للمستثمرين والسكان وربطها بالدلتا والمحافظات.
ومن ضمن المناطق التى تشهد أعمال تطوير هي مدينة سانت كاترين، حيث تم تدشين مشروع «التجلى الأعظم» بهدف إنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، كما تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع تطوير دير سانت كاترين، وتطوير المطار الخاص بها.
وقال الدكتور عاطف عبد اللطيف عضو جمعيتى مستثمرى مرسى علم وجنوب سيناء، ” إن مدينة سانت كاترين بدأت تنال ما تستحقه من تنمية وتطوير بتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث تتم أعمال التطوير على 3 مراحل” .
وأشار ” إلى أهمية وضع خطة وحملة تسويقية كبرى خاصة بسانت كاترين بشكلها الجديد وما تم فيها من خدمات فى مختلف البورصات السياحية العالمية خاصة مع اقتراب موعد بورصة لندن السياحية، من خلال إعداد حملة دعائية كبرى عن المدينة ضمن خطة التسويق السياحى لمصر”.
واقترح عبد اللطيف ” عمل برامج تجمع بين السياحة الشاطئية والدينية لسانت كاترين والتسويق لها، بالإضافة إلى ربط سانت كاترين من خلال الرحلات الجوية بدول مثل إيطاليا، اليونان، قبرص، السعودية والأردن وكذلك ربطها المدينة بمدن الغردقة، شرم الشيخ، الأقصر ومرسى علم من خلال رحلات طيران مباشرة ذهاب وعودة”.
وأضاف عبد اللطيف “أن هناك مشروعات عملاقة تتم على أرض سانت كاترين مثل مشروع التجلى الأعظم وإعادة تشغيل المطار لكي يتسع لعدد 600 راكب فى الساعة، بالإضافة إلى منتجعات وفنادق تتماشى مع البيئة الموجودة بتلك المنطقة”.
وتابع أنه” سيتم افتتاح ممشى سياحى وتطوير النزل البيئى وطريق جديد بين سانت كاترين والطور وسانت كاترين وشرم الشيخ، مشيدا بجهود الدولة بشأن تنمية وتطوير سيناء وما يتم على أرضها من مشروعات عملاقة”.
وقال إن “تطوير مدينة سانت كاترين بدون الإخلال بطابعها البيئى سيجعلها مزارا سياحيا عظيما وقبلة للسياحة العالمية”.
ولفت إلى أن هناك برامج سياحية عديدة يمكن ممارستها بسانت كاترين، منها السياحة الروحانية والتأمل وسباق الهجن والسفارى والوديان وسياحة الاستشفاء والسياحة البيئية.
ومن جانبه، قال سامى سليمان رئيس جمعية مستثمرى نويبع وطابا، إن مدينة سانت كاترين تحتاج إلى تسهيلات للوصول إليها، مشيراً إلى أن منفذ طابا يحتاج إلى إجراء أعمال توسعة وتدشين خدمات لتسريع الإجراءات به منعاً للتزاحم الذى يحدث على البوابة بسبب ضيق المكان.
وأضاف سليمان أن السائح خلال رحلته يزور العقبة وإسرائيل وسانت كاترين، مشيراً إلى أن المدينة تستقبل عبر منفذ طابا نحو 750 ألف سائح سنوياً، ومن الممكن أن يرتفع هذا العدد إلى 2 مليون سائح فى السنة فى حال تم تسهيل الإجراءات، مطالبا أيضاً بافتتاح الطريق الأوسط لما له من أهمية فى تسهيل حركة التنقل.
وأشار إلى أن الإعلان عن عودة السياحة الإنجليزية والألمانية للمقصد السياحى المصرى سوف يسهم فى زيادة حجم الحركة السياحية الوافدة إلى سانت كاترين، موضحاً أن جميع الجنسيات تأتى إلى المنطقة وأبرزها، إيطاليا، ألمانيا، إنجلترا والمصريين وغيرها من الجنسيات وذلك لأن سانت كاترين لها أهمية خاصة لدى الأديان السماوية الثلاثة.
يشار إلى أن الحكومة البريطانية أعلنت أواخر الشهر الماضى عن رفع مصر من قائمتها الحمراء الخاصة بفيروس كورونا المستجد .
وفى سياق متصل، قال مصدر بغرفة فنادق جنوب سيناء، إن مدينة سانت كاترين لها طبيعة سياحية ودينية خاصة، وإجراء أعمال تطوير بها سيساهم فى زيادة حجم الحركة السياحية الوافدة إليها، مشيرا إلى أن المنطقة تحتاج إلى فنادق جديدة خاصة وأن الفنادق الموجودة حاليا بها عددها قليل .
و يُشار أيضاً من مصادر محلية في سانت كاترين بأن السياح لا يأتون لسانت كاترين إلا كوجهة للسياحة الدينية فيجدونها بلا تشجير و بلا أماكن سياحية أو مطاعم فاخرة مما يدفع السياح للمغادرة بعد يومين على الأكثر ، و أيضاً تعاني الفنادق من البنية التحتية المتهالكة للمياه و الصرف الصحي المتاثرة بظروف جوية قارسة البرودة في هذه المنطقة السياحية المرتفعة ، مما يؤدي لتكرار انقطاع المياه ، و نتسائل إذا كانت أعمال التطوير ستهتم بذلك قبل أعمال البناء و التنمية التي ستعتمد على البنية التحتية المتهالكة في المدينة .
و هل ستهتم أيضاً بأعمال التشجير لسانت كاترين التي لازالت تبدو مثل الصحراء الجرداء لولا بعض الأعشاب الطبية وأشجار اللوز المتفرقة و التي تنبت بشكل طبيعي في المدينة.