دراسة حديثة تؤكد عمال مناجم الذهب يواجهون خطر الموت أكثر من غيرهم

قسم : تقارير

تحقق عمليات التعدين فوائد اقتصادية كبيرة للمجتمعات في أفريقيا ولكنها خطيرة للغاية على حياة العمال بسبب المخاطر التي يتعرضون إليها أثناء عملهم.

فبالرغم من المحاولات والمبادرات الوطنية والدولية لتحسين سلامة المناجم في السنوات الأخيرة في قارة أفريقيا لكن جهود السلامة بالمناجم لم تتحسن.

وأشارت دراسة أجراها باحثون في “معهد إيفاكارا الصحي” بتنزانيا إلى أن عمال المناجم يواجهون خطر الموت بمقدار أكثر من الضعف، مقارنة بأفراد المجتمع من غير عمال المناجم، وأن الكثير من هذا الخطر المتزايد كان مرتبطاً بإصابات حركة المرور على الطرق.

وقال إسحاق لياتو الباحث في علم الأوبئة والصحة العامة بمعهد إيفاكارا الصحي وقائد فريق البحث إن ” كثير من الأدلة التاريخية تشير إلى الارتباط بين عمليات التعدين وخطر إصابة العمال بالعدوى ووفيات الأمراض غير المعدية، إلا أن بحثنا يمهد لنتيجة جديدة حول الارتباط بين أنشطة التعدين وزياد مخاطر الوفيات المرتبطة بالحوادث”.

وراقب الباحثون الوفيات التي حدثت بين فبراير 2019 وفبراير 2020 في مجمعين مرتبطين بمناجم ذهب كبيرة في شمال تنزانيا فوجدوا أن خطر وفاة العمال داخل كلا المجمعين كان أكثر من ضعف خطر الوفاة لغير العاملين بالمناجم و أن هذا الخطر المتزايد يرجع إلى إصابات حركة المرور و إصابات أخرى مقارنة بغير عمال المناجم وأن عمال المناجم كانوا أكثر تعرضا للوفاة نتيجة لمثل هذه الإصابات بأكثر من 10 مرات.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأسباب الرئيسية للوفاة متشابهة بين مجتمعات التعدين و غير التعدين في تنزانيا وبالرغم من ذلك مازالت معدلات الوفيات بمجمعات التعدين عالية بالرغم من جهود السلامة مؤخرا.

وأضاف لياتو “نحاول إيصال نتائجنا إلى المجتمع الأوسع، لا سيما أولئك المشاركين في الحوكمة وصنع القرار، ويشمل ذلك تحفيز تبادل السياسات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، ويهدف إلى التأثير في تغيير السياسة لتعزيز تطبيق تقييم الأثر الصحي كآلية تنظيمية في مناطق استخراج الموارد ومناطق المنتجين”.

و تشهد أفريقيا دائما العديد من وفيات العمال العاملين بالمناجم حيث لقى 16 عامل مصرعهم بسبب انهيار المنجم على العمال أثناء قيامهم بعملهم في الكونغو الديمقراطية عام 2019 وتملك الكونغو ثروة هائلة من الذهب ولكن بالرغم من ذلك فإن بها أحد أدنى مستويات نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في العالم ويعمل الناس في ظروف خطرة مع أمل ضئيل في التخلص من هذه الأوضاع رغم العمل الشاق والخطير فيعمل مئات الآلاف من الناس بما في ذلك النساء والأطفال في قطاع التعدين غير الرسمي، ومعظمهم في الذهب.

وفي نفس الوقت لا تتوافر الرعاية الصحية والتعليم للأطفال تقريباً.

كما أن المعادن الثقيلة مثل الزئبق، الذي يستخدم لفصل جزيئات الذهب عن الطين، يمكن أن يتسرب إلى منسوب المياه الجوفية والغذاء.

ومع عمل الكثير من السكان المحليين في المناجم، فإن ذلك يؤدي إلى نقص العمالة في الحقول، وبالتالي تصبح المحاصيل شحيحة وترتفع أسعار المواد الغذائية وسوء التغذية.

فمتى تنتهي أزمة عمال المناجم الذين يواجهون خطر الموت كل يوم أثناء تأديتهم عملهم في جميع مناطق أفريقيا؟ متى يتم الاهتمام بالسلامة المهنية لعمال مناجم الذهب ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *