امتيازات من الصندوق السيادي لشركات خاصة لإقامة 17 محطة تحلية مياه باستخدام الطاقة الخضراء

قسم : تقارير
محطة تحلية مياه

رويترز | تخطط مصر لمضاعفة قدراتها لتحلية المياه أكثر من 4 مرات من خلال منح شركات خاصة امتيازات من الصندوق السيادي لإقامة 17 محطة خلال السنوات الخمس المقبلة باستخدام الطاقة الشمسية.
و حول تخوفات من ندرة الموارد المائية في السنوات المقبلة ،  و بسبب الرغبة في زيادة مساحة الأراضي الزراعية لتغطية احتياجات السكان المتزايدة، و أيضاً بسبب عدم التوصل لحل حتى الآن ينهي أزمة سد النهضة الذي يهدد 85% من موارد مصر المائية القادمة من نهر النيل.
تهدف الامتيازات الجديدة لتشجيع الاستثمار الخاص والتطور التكنولوجي وهما مجالان تواجه فيهما مصر بعض المصاعب.
يقول “أيمن سليمان” الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادية، لرويترز، إن تنشيط الاستثمار في محطات التحلية الجديدة سيبدأ بضمان حكومي لشراء المياه وإعادة بيعها للمستهلكين سواء في المنازل أو للأغراض الصناعية بأسعار مخفضة وهو ما سيستلزم أن تضخ الدولة دعما كبيرا للأسعار و امتنع سليمان عن تقدير حجم الدعم.
ستنتج المحطات الجديدة قرابة 2.8 مليون متر مكعب يوميا على أن تتضاعف هذه الكمية في الأجل الأطول.
لدى مصر حاليا قدرات تحلية تبلغ حوالي 800 ألف متر مكعب يوميا فيما تستهدف الحكومة الوصول إلى 6.4 مليون متر مكعب بحلول 2050.

و يقول سليمان لرويترز : ” طلبنا بالفعل عروضا، وما يحدث هو جمع بين عملية تنافسية وعملية محدودة التفاوض”. فتقرر إنشاء  شركات خاصة لمحطات في منتجعات على امتداد سواحل مصر البعيدة عن مصادر المياه العذبة.

تحلية بالطاقة الشمسية

بموجب الامتيازات التي يبلغ أجلها 25 عاما ستتعاقد الشركات مع مقاولي البناء وتستخدم مصادر الطاقة المتجددة عالية العائد لتشغيل المحطات.
وقال سليمان إن استجابة المستثمرين كانت قوية حتى الآن.

أضاف “تلقينا عروضا لبناء أي قدرات نحتاج إليها. هناك إقبال من المستثمرين على بناء ثلاثة أمثال” المطلوب.
يأمل صندوق الثروة السيادية في تقليل الكلفة الاستثمارية التقديرية بنحو 1000 دولار لكل متر مكعب من المياه منزوعة الملوحة بنسبة تتراوح بين 20 و25 في المئة من خلال استخدام الطاقة المتجددة ووفورات الحجم الكبير في عملية إنشاء المحطات والتمويل الابتكاري بما في ذلك التمويل الأخضر.
تستخدم منتجعات خاصة على امتداد سواحل البحرين الأحمر والمتوسط بل وملاعب الجولف الوقود الأحفوري مرتفع الكلفة في تحلية المياه المالحة.
وقال سليمان “إذا كنت تعيش في كومباوند، فأنت تتحدث عما يتراوح بين 13 و18 جنيها للمتر المكعب في حين أن الرسوم الحكومية تمثل 10% من هذا المبلغ، “مشيرا إلى أن ذلك يتضمن دعم هائل.
يتمثل الدعم في الفارق بين التكلفة التي ستسددها الحكومة لأصحاب الامتيازات والمبلغ الذي سيدفعه المستهلك النهائي.
وأضاف سليمان “مياه النيل رخيصة جدا، لكنك تريد تنويع اعتمادك على مصادر المياه”.

خفض التكاليف

كانت شركة كرم سولار المحلية لتوليد الطاقة من أوائل الشركات التي أعلنت أنها تعتزم التقدم بعروض للمشاركة في المشروع.
تقول لكرم سولا إنها تستطيع خفض التكلفة من خلال دمج مرافق الكهرباء والمياه وغيرها باستخدام الطاقة المتجددة بدلا من الاكتفاء بكونها منتجا وبائعا لخدمة وحيدة.
مع وجود محطات للطاقة الشمسية في مصر التي ترتفع فيها معدلات سطوع الشمس بدأت كرم سولار بناء وحدة تجريبية لتحلية مياه البحر بقدرة 200 متر مكعب يوميا في مرسى شجرة، على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر، وهي منطقة تستخدم فيها منذ خمس سنوات الطاقة الشمسية ووقود الديزل لتوفير الكهرباء للمنتجعات المحلية.

قال ابراهيم مطاوع مدير المحطة الجديدة التي ستبدأ ضخ المياه لزبائنها في الربع الأول من 2022 “آلات حفر الآبار موجودة هناك وقد قدمنا طلبات المشتريات”.

تقع آبار السحب من المياه على مسافة قريبة من شاطئ البحر لتقليل التداعيات على البيئة البحرية شديدة الحساسية.
بعد ذلك ستتولى كرم سولار إنشاء محطات بنظام الانعكاس الأُسموزي باستخدام الطاقة الشمسية والكهرباء من الشبكة الحكومية.
ومن الخيارات التي يجري استكشافها ملء شاحنات صهريج بالمياه الزائدة عن الحاجة في الوقت الذي تبلغ فيه عمليات التحلية ذروتها أثناء النهار لتزويد مواقع البناء المحلية باحتياجاتها وتعبئتها في زجاجات تُطرح للبيع أو تخزينها ببساطة لاستخدامها في غير أوقات الذروة مثل ساعات الليل.
ستستخدم الطاقة الشمسية أيضا في تجارب الزراعة المائية لإنتاج الخيار والطماطم، وغيرها من المنتجات الزراعية التي تضطر المنتجعات السياحية حاليا لنقلها من وادي النيل بكلفة كبيرة.

برغم إيجابية البيانات المتعلقة بإنشاء محطات عدة لمواجهة تعطيش مصر بالسنوات القادمة في هذا التقرير ، إلا أننا نتسائل – في جهود – إذا كانت تكلفة محطات لتغطية النقص المائي و لتوفير مياه ري نظيفة للمساحات الزراعية ستكون أقل تكلفة على الاقتصاد المصري من ممر مائييربط نهر النيل بفرع الكونغو التي ترغب بشدة في هذا المشروع و الذي سيوفر أضعاف كميات المياه التي كان يوفرها نهر النيل من خلال الفرع الأثيوبي .

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *