في شكل جديد من أشكال الاستعباد ، عرضت حركة «طالبان» الأفغانية على آلاف المواطنين العمل مقابل القمح، ضمن برنامج لمكافحة الجوع والبطالة.
وقال المتحدث باسم الحركة “ذبيح الله مجاهد” في مؤتمر صحفي جنوبي كابل بالأمس الأحد، إن البرنامج سيشمل البلدات والمدن الرئيسية في أفغانستان وسيستفيد منه 40 ألف رجل في العاصمة فقط.
و بالرغم من تحذير المؤسسات الطبية من تخصيص القمح كغذاء بشري دوناً عن غيره من الحبوب و الخضروات و الفاكهة و المكسرات – خصوصاً لمن يعانون من حساسية القمح – ، إلا أن طالبان تذكر العالم بحقبة الاستعباد التي كان العبيد فيها يعملون مقابل أرغفة خبز لمجرد سد جوعهم ليعاودوا العمل من جديد باليوم التالي.
و يذكر أن حدة الفقر والجوع و أعمال العنف و الكراهية قد تفاقمت منذ سيطرة الحركة على مقاليد الحكم في البلاد التي تعاني بالفعل من الجفاف وجائحة كورونا، ما دفع العديد من المواطنين الأفغان إلى التهافت على مكاتب الجوازات لمغادرة البلاد التي أوجعتها اأزمة المعيشية والاقتصادية وتسلط طالبان.
و في ظل تهافت العديد من المواطنين الأفغان إلى مكاتب جوازات السفر، لاسيما في العاصمة كابل، سعيا بالخروج من البلاد، عقب سيطرة حركة طالبان، أظهر مقطع فيديو عناصر الحركة يعتدون بالضرب المبرح على مواطنين أفغان أمام مكتب للجوازات في العاصمة كابل.
ولم تكن هذه المرة الأولى الذي يقوم فيها عناصر الحركة بضرب المواطنين، فقد أظهرت مقاطع نشرت سابقا حشودا غفيرة خارج مكتب الجوازات، فيما عمد عناصر طالبان إلى ضربهم، من أجل إبقائهم في صفوف منتظمة.
فهل سيسمح العالم بإعادة الاستعباد بشكله ” المبطن “في أفغانستان ، بعدما تباكى على السماح به في سوريا أثناء استعباد جماعة داعش الإرهابية للأيزيديات؟ و كيف ينظر الشعب الأمريكي إلى القيادة السياسية التي سلمت كابل إلى التنظيم الذي طالما دعمته في السابق و بررت ذلك بأنه لم يكن لها القدرة على المقاومة ؟!