دعت اللجان الشعبية لتجمع المهنيين السودانيين لتظاهرات مليونية واسعة يوم السبت المقبل، تحت شعار مليونية 30 أكتوبر، من أجل المطالبة بتسليم الحكم في البلاد للمدنيين و التي دعت فيها للسلمية التامة في التظاهر .
تظاهرات السودان عادت بعد أن قام رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان يوم الاثنين الماضي ، بانقلاب عسكري مرفقاَ بعدد من القرارات – المخالفة للوثيقة الدستورية الصادرة في 2019 – و قد جاءت قراراته كالتالي :
– حل مجلس السيادة.
– إعلان حالة الطوارئ بالبلاد.
– حل مجلس الوزراء الذي يرأسه عبد الله حمدوك.
– تعليق العمل ببعض المواد في الوثيقة الدستورية.
– تجميد عمل لجنة التمكين.
– إعفاء الولاة في مختلف أنحاء السودان.
– حكومة كفاءات وطنية تتولى تسيير أمور الدولة حتى الانتخابات المقررة في يوليو 2023.
واعتقلت قوات عسكرية مشتركة، محمد الفكي عضو مجلس السيادة السوداني ورئيس لجنة تفكيك التمكين، وخالد عمر وزير شؤون مجلس الوزراء، وياسر عرمان مستشار رئيس الوزراء السياسي، وإبراهيم الشيخ وزير الصناعة، وفيصل محمد صالح مستشار رئيس الوزراء الإعلامي.
كما تم اعتقال عضو لجنة إزالة التمكين وجدي صالح، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر دقير وعروة ومحمد ناجي الأصم القيادي في تجمع المهنيين والصادق عروة القيادي بحزب الأمة وجعفر حسن الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير والريح السنهوري القيادي في الحرية والتغيير، وذلك بحسب ما ذكره موقع “سودان تربيون”.
المطالبون بمدنية الدولة من الشعب السوداني يراهنون على تجربة بوركينا فاسو التي حدث بها انقلاب عسكري عام 2015 قبل نهاية الفترة الإنتقالية بشهر ، حيث انقلب قائد الجيش على الرئيس الانتقالي ميشيل كافاندو واعتقله هو و رئيس الوزراء يعقوب إسحاق زيدا كما حل الحكومة و تم إعلان مقتل ثلاثة على الاقل في اليوم الأول للانقلاب العسكري – كما حدث في السودان – ، ثم انتفض الشعب و أعلن عصيانا مدنياً شاملاً و قامت منظمة الاتحاد الأفريقي بتعليق عمل بوركينا فاسو داخل المنظمة كما واجهت بوركينا فاسو رفضا دوليا للانقلاب – كما حدث أيضاً في السودان -.
و على إثر ذلك أعلنت بعض عناصر الجيش السوداني تحركها بعشرات الدبابات نحو العاصمة لإنهاء الانقلاب ،فقام قائد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو الجنرال “غيلبرت دينديري” بتوجيه خطاب للشعب يقول فيه بأنه على استعداد لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وذلك بموجب مقترحات طرحها وسطاء إقليميون.
واعتذر دينديري الذي قاد مجموعة من عناصر الحرس الرئاسي التي نفذت الانقلاب، لمواطني بوركينا فاسو ، وأكد أنه سوف يقبل خطة السلام التي تم اقتراحها عليه، والتي تدعو إلى إعادة السلطة إلى حكومة مدنية تجنباً لإراقة المزيد من الدماء.
عاد بعد ذلك الرئيس الإنتقالي ” ميشيل كافاندو ” للحكم مرة أخرى..و صارت بذلك لبوركينا فاسو حكومة مدنية منتخبة ، فهل سيتكرر مشهد بوركينا فاسو في السودان؟ و هل ينجح الشعب السوداني بسلميته وحدها في فرض مطالبه بقوة في الوقت الذي عجز فيه قادة الدول الكبرى حتى على الاعتراف بوجود انقلاب داخل مجلس الأمن ، أم أن الأمر مرهون بتحرك رجال الجيش السوداني الشرفاء للتضامن مع الثورة و مدنية الدولة و إنهاء الانقلاب كما حدث تماماً في بوركينا فاسو ؟