في 30 أكتوبر من عام 1910 اجتاحت عصابة منازل اثنين من كبار حاخامات شيراز في الحي اليهودي ، وقد رافق المتسللين تاجر بازار تظاهر أن أحد أبنائه، وهي فتاة من بين أربعة أطفال، كانت قد اختفت في فترة ما بعد الظهر بالحي اليهودي، حيث ادعى أنها تعرضت للقتل ليحصل اليهود على دمها في طقوسهم .
وقد أقسم الحاخامان الخائفان أنهما لم يعرفا أن طفلاً لأبوين مسلمين قد ضل الطريق إلى داخل الحي اليهودي واحتجا ضد هذا الاتهام. وانسحب المخربون بعد التهديد بتعريض الحي اليهودي بأكمله لإطلاق النار ومحاربته بالسيوف إذا لم يتم العثور على الفتاة قبل ظهر اليوم التالي.
وفي اليوم نفسه، تم العثور على جثة طفل على بعد كيلومتر واحد من المدينة وراء قصر مهجور يبعد مائة متر من المقابر اليهودية. وانتشرت شائعة بأن الجثة هي للفتاة المسلمة المفقودة وأنها تعرضت للقتل على يد اليهود. وتبين لاحقًا أن الجثة خارجة من القبر وكانت لفتى يهودي كان قد دفن منذ ثمانية أيام.
في صباح اليوم التالي، بدأ حشد في التجمع أمام قصر الحكومة؛ متهمين اليهود بقتل الفتاة ومطالبين بالانتقام بلهجة صاخبة.
وأمر الحاكم المؤقت القوات بتفريق الغوغاء، وتوجه الحشد للحي اليهودي، حيث وصلوا في وقت واحد مع الجنود. وكان هؤلاء الجنود، خلافًا للأوامر المعطاة لهم، أول من هاجم الأحياء اليهودية، ليعطوا بذلك لباقي الغوغاء إشارة بالسلب والنهب.
واشترك الجنود والمخربون والسادة والقشقاي الذين كانوا بالمدينة لبيع بعض الماشية، حتى النساء والأطفال، في أعمال السلب التي استمرت لمدة ست إلى سبع ساعات، ولم يتركوا منزلاً واحدًا من 260 منزلاً في الحي اليهودي. هكذا وصف ممثل التحالف الإسرائيلي العالمي السرقة.
لم يقتصر عنف المهاجمين على السرقة فقط، بل امتد أيضًا ليشمل العنف الجسدي ضد اليهود. وقد فر معظم اليهود بمجرد مهاجمة حيهم، ولجأ بعضهم إلى منازل أصدقائهم المسلمين، وآخرون إلى القنصلية البريطانية، في الشرفات وحتى في المساجد، أما بالنسبة لمن بقي وحاول الدفاع عن ممتلكاته فقد جرح أو قتل، ففي أثناء المشاجرات، قتل اثنا عشر شخصًا، وطعن خمسة عشر آخرون أو ضربوا بالعصي أو الرصاص، وتعرض أربعون آخرون لإصابات طفيفة.
نتيجة لهذا البوغروم، دمر الحي اليهودي بالكامل ، حيث قتل 12 يهوديًا وجرح نحو 50 آخرون، ونهبت جميع ممتلكات 6000 يهودي يقطنون شيراز. وقد تم توثيق هذا الحدث من قبل ممثل التحالف الإسرائيلي العالمي في شيراز.
أحداث “فرية الدم” في إيران
بقلم:
تغريد فريدة
قسم : زي النهارده