يبدأ موظفو القطاع العام في لبنان إضراباً مفتوحاً بداية من اليوم في كافة المحافظات احتجاجاً على أوضاعهم المعيشية مع زيادة أسعار المحروقات مرة أخرى بالأمس.
وتعاني لبنان خلال الفترة الحالية من تصدعات متزايدة على أرضية السلطة حيث أن المؤسسات والإدارات العامة تشهد فترة من الانحلال حيث سيبدأ العصيان الوظيفي بداية من اليوم في إدارات الدولة مع إمكانية التصعيد بعد فشل الحكومة اللبنانية في حل الأزمة المعيشية والاجتماعية على موظفي القطاع العام.
وقال موظفو الإدارة العامة إن السلطة تجاهلت أبسط حقوقهم حيث فقدت عائلاتهم مقومات العيش الكريم وأشاروا إلى أن مرتباتهم فقدت 95% من قدرتها الشرائية الأمر الذي يعني عدم مقدرتهم في توفير أبسط متطلبات الحياة فأصبحوا محرومين من الغذاء والماء والكهرباء والتعليم والاستشفاء والدواء.
وأكد الموظفين على استمرار إضرابهم حتى تتخذ الجهات المعنية إجراءات بتنفيذ جميع طلباتهم.
وأشارت النقابات إلى استعدادها لموجة من التحركات الشعبية على الأرض لتحقيق المطالب حيث أنها تنتظر القطاعات التربوية والنقل العام وسائقو التاكسي بالتضامن معهم في التحركات الشعبية مما يعني أن الدولة سيصيبها شلل كامل وستشمل التحركات تنظيم مظاهرات شعبية في كل المناطق و سيتم قطع الطرق لتحقيق الجزء اليسير من المطالب والوعود الحكومية.
يرتبط إضراب القطاع العام ارتباطاً مباشراً بالأزمة الاقتصادية التي كانت ولا زالت تنخر في هياكل الدولة، والتي يعود أصلها إلى لجوء الحكومة اللبنانية إلى تثبيت قيمة الدولار الواحد على 1500 ليرة، بعد الانحدار السريع الذي شهدته العملة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، مما ألقى بمسؤولية تعويض فارق السعر بين الدولار والليرة على عاتق المصرف المركزي، وأودى به ذلك إلى إنفاقه لاحتياطي النقد لديه، والاقتراض من البنوك الخاصة بعد نفاد العملة الصعبة لديه، مما أدى إلى تراكم ديون داخلية، وانتهى الأمر بتراجع حاد في احتياطي النقد من 25.5 مليار دولار في عام 2018 إلى 19 مليار في العام الجاري، وزيادة في الدين العام البالغ 86 مليار دولار، ما يعادل 150% من إجمالي الناتج المحلي، وهو ثالث أكبر نسبة دين للناتج المحلي العالم، بحسب صندوق النقد الدولي.
و في ظل الأزمة اللبنانية الاقتصادية ،و مع تصاعد الغضب الخليجي من لبنان في الوقت الذي كانت تحتاج فيه الدعم الكبير من الدول النفطية يصبح مأزق الحكومة أكبر من حيث عدم قدرتها على إرضاء العمال لإيقاف الإضرابات المتزايدة ، و يصبح لبنان أمام مستقبل مظلم ينتظر معجزة لحل هذه الأزمة.