اختتمت فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائية، السبت، بعدما شهدت قاعاته عروض لعدد من الأفلام العربية والأجنبية، من بينها فيلم “مُعايش” للمخرجة التونسية إيناس مرزوق، الذي عُرض في 3 قاعات بالمهرجان الدولي، ونال إشادات واسعة بين المتابعين والنقاد.
ويصور الفيلم التسجيلي “مُعايش”، أو بحسب التسمية الإنجليزية “My Mohamed is different” علاقات زواج بمدينة الأقصر جنوبي مصر تجمع شباب مصريين بسيدات أجنبيات مسنات، وهي قضية اجتماعية شائكة، وغريبة عن المجتمع المصري.
وفي فيلمها تحاول المخرجة التونسية إيناس مرزوق سبر أغوار هذه القضية الاجتماعية؛ إذ تقول إنها لاحظت هذه القضية الاجتماعية الغريبة منذ بضع سنوات، عند زيارة مدينة الأقصر، وفي البداية كان انطباعها أن هذه زيجات تجمعها المصالح؛ خاصة أنها كانت ترتبط في الأغلب بمشروعات تجمع الأزواج.
وتضيف مرزوق أنها اكتشفت مع الوقت أن هذه العلاقات أعمق من كونها علاقات مادية تحكمها المصالح؛ إذ أن كثير من السيدات الأجنبيات لم يُخدعن، ولكنهن اخترن حياة جديدة تكفل لهن الحب والونس.
وخلال أربع سنوات تتبعت المخرجة التونسية ثلاث قصص أساسية شكلت البناء الدرامي للفيلم، حتى تقف على فهم تطور العلاقات وتغيرها والمشاعر التي تجمعهم، ليخرج الفيلم في 72 دقيقة تسرد كل هذه المشاعر الإنسانية.
وعن الصعوبات التي واجهها إنتاج الفيلم، تقول مرزوق إن متابعة العلاقات مع أبطال الفيلم والحفاظ عليها على مدار سنوات لم يكن أمرًا يسيرًا، إلى جانب صعوبة تصوير مشاهد تحتوي على خصوصية الأبطال، وتضمن إفصاحهم عن مشاعرهم وفتح قلوبهم أمام الكاميرا.
وتتابع: “لم يكن هناك دعم مالي كبير، فقد تكفلت الشركة المصرية المنتجة “سيرة” بأغلب الميزانية بالشراكة مع الشركة التونسية “نوماديس”؛ لذا كان لابد من أن يكون فريق العمل صغير والسفر إلى الأقصر في حدود المستطاع”.
وبعد مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان HotDox بكندا، والمشاركة في مهرجان قرطاج ضمن فعاليات نظرة على السينما التونسية تطمح مرزوق إلى أن يُعرض الفيلم في مصر.
كما تطمح أن يشارك في مهرجانات عربية مثل المغرب والأردن والوالأردن الردن وغيرها وأيضًا مهرجانات أوروبية، بما أن بطلات الفيلم أوروبيات، على حد قولها، إلى جانب ذلك يخطط صُناع “مُعايش” لعرضه تجاريًا بدور السينما في مصر ودول أخرى.
وعن مشاركتها الأخيرة في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، تقول إيناس مرزوق إن عودة المهرجان بعد غياب طويل، يمثل خطوة مهمة لصناع السينما وللشعب التونسي، بعد مرحلة صعبة بسبب جائحة كورونا؛ لافتة إلى أن التنظيم كان جيدًا وأغلب الأفلام التي شاهدتها كانت على مستوى عالي فنيًا ودراميًا.
الجدير بالذكر بأن بعض المدن السياحية يوجد بها العديد من الفنادق و المنتجعات التي يمتلكها أشخاص أتوا لهذه المدن كعمال بسطاء ثم قاموا ( بالاستغلال أو الاتفاق) مع أجنبيات للزواج و أنه بعد انتقال ثروات تلك النساء إلى هؤلاء العمال صاروا من كبار رجال الأعمال بالمدن السياحية ، و أن قصص هؤلاء الأشخاص تروى بتلك المدن كما لو كانت قصة عابرة لا تحمل في ثناياها الكثير من الأمراض الاجتماعية و النفسية ، و من الرائع أن يتناولها أحد الأعمال الفنية العربية لما في ذلك من إلقاء الضوء على مدى فداحة تأثير الفقر على الأشخاص و كذلك على قصور بعض القوانين التي لا تحمي بعض الأجنبيات المستغلات في تلك الزيجات.