أشارت مصادر باليمن بأن نحو 6600 موظف وعامل نظافة بالعاصمة صنعاء يسعون إلى عقد إضراب مفتوح لمدة 15 يوما بسبب عدم تلقيهم رواتبهم ونهب المليشيات الحوثية مستحقاتهم الأمر الذي ينذر باقتراب كارثة بيئية وصحية تهدد صنعاء.
وقال بعض سكان صنعاء إنه تم إبلاغهم من قبل عمال النظافة بعدم إخراج القمامة من منازلهم لأنهم لن يأخذوها في حالة تلقيهم التعليمات النقابية بالشروع في تنفيذ عملية الإضراب.
وأشار عدد من السكان إلى أن عمالا وسائقي مركبات نقل مخلفات طلبوا منهم إيجاد بدائل أخرى للتخلص من نفايات منازلهم وعدم انتظار قدومهم لأخذها في الأيام القادمة.
ويخشى سكان صنعاء من أن يؤدي الإضراب حال وقوعه إلى توفير بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض المختلفة .
كما أن بعض الشوارع والحارات بالمدينة تشهد حاليا تكدسا لأكوام النفايات قبل بدء تنفيذ الإضراب مما جعلهم يتسائلون كيف سيكون الوضع في حال استمر إهمال وتجاهل الميليشيات المتعمد وعدم صرفها لمستحقات العاملين بصندوق النظافة مع تهديد العمال بتنفيذ أولى خطوات الإضراب والتصعيد؟
واتهم عاملون بصندوق نظافة العاصمة صنعاء قيادات حوثية بارزة بممارسة جرائم فساد وتلاعب ونهب منظم لملايين الريالات من ريع الصندوق وتسخيرها لصالح الميليشيات وخدمة مشاريعها وحروبها العبثية ضد اليمنيين.
وأشار البعض إلى أن استمرار سيطرة الانقلابيين لمؤسسات الدولة بما فيها الصناديق الإيرادية في صنعاء أدى إلى معاناة الآلاف من الأسر والأطفال من أزمات اقتصادية ومعيشية صعبة.
وأشاروا إلى أن تلك الأوجاع التي يتكبدها نحو 3 آلاف و365 عامل نظافة متعاقداً و3 آلاف و235 موظف نظافة رسمياً في صندوق نظافة صنعاء العاصمة تأتي في وقت تتواصل فيه إيرادات الصندوق بالارتفاع، إذ يعد من أكثر الصناديق إيراداً في العاصمة، غير أن قيادات الجماعة هي المتحكم الوحيد به وتتعمد كل مرة حرمانهم من الحصول على أبسط حقوقهم المعيشية والمادية.
وأكدت مصادر محلية في صنعاء علي أن جماعة الحوثيين تحججت طيلة الفترات الماضية بعدم توفر السيولة مما أدى إلى حرمان آلاف الموظفين وعمال النظافة بكلٍّ من العاصمة وريفها ومدن إب والمحويت وريمة وذمار وحجة وغيرها من الحصول على مستحقاتهم.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين لا تزال لديهم الإمكانية والقدرة الكاملة على صرف رواتب جميع موظفي الدولة بمختلف قطاعاتها و لأشهر طويلة فقط من المبالغ الضخمة التي نهبتها طيلة سنوات جراء الجبايات و الإتاوات وتحت مسميات متنوعة.
يذكر أن جماعة الحوثيين قد استحوذت على العديد من الأراضي اليمنية من بينها العاصمة صنعاء منذ بداية الحرب وتسعى اليمن منذ عام 2015 بالتعاون مع جماعة أنصار الله إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها الجماعة عبر العديد من المعارك التي أدت إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين واحتياج الملايين إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
فمتى تنتهي الانتهاكات التي تخوضها الجماعة تجاه الشعب اليمني ولماذا لا يحصل عمال النظافة على رواتبهم المستحقة وهل تشهد اليمن خلال الفترة القادمة مشكلة بيئية وصحية كبيرة بسبب تراكم النفايات؟