في اليوم العالمي لمواجهة العنف ضد النساء ، نعرض قصص فتيات من صعيد مصر تحدين العادات والتقاليد لممارسة شغفهن في الألعاب القتالية،شارك بعضهن في حملات ضد التحرش وفي تعزيز ثقة النساء بالقدرة في الدفاع عن أنفسهم ، تعلمن الكارتيه أو الكونغ فو والكيك بوكسنج، بالرغم من أن هذه الألعاب لم تملك الشهرة الكافية بمحافظات الجنوب،إلا أنهم تميزن فيها و شاركن في تغيير ثقافة الصعيد المتعلقة بتمكين النساء من تعلم الألعاب القتالية.
أسماء صالح ابنة أسوان
اختارت رياضة قتالية وعنيفة، كانت حكرًا على الرجال، يمارسونها دون غيرهم لأعوام، حتى قررت أسماء صالح، ابنة محافظة أسوان، التي تبلغ من العمر 24 عامًا، الحاصلة على درجة الليسانس بكلية الحقوق، جامعة أسوان، ودرجة الماجيستير في القانون العام، بجامعة أسيوط، تغيير المفاهيم والعادات والتقاليد المتعارف عليها داخل البيئة الصعيدية، بممارسة رياضة الكاراتية إلى جانب تدرجها حتى أصبحت أول لاعبة وحكم للكاراتية في أسوان.
حاولت الفتاة الشابة ممارسة رياضة الكاراتية للدفاع عن ذاتها حينما تتعرض لموقف ما كالتحرش وغيره، فضلًا عن اكتساب ثقة أكبر داخلها، والتي بدأتها بعمر الثامنة، وروت كواليس رحلتها ، قائلةً«كانت البداية عندما كنت أسير رفقة ووالدي ووالدتي ورأينا فتيات يمارسون لعبة الكاراتية، والتي جذبتني وحينها قررت ممارستها».
حصلت أسماء علي العديد من البطولات داخل أسوان، حتي صنفت أول لاعبة منتخب من أسوان، وفازت بالميدالية الفضية في بطولة الجمهورية لقطاع الصعيد لعام 2018 وعام 2019، وعن كيفية وصولها لحكم كاراتية، قالت« تم الاعلان عن قبول دورة تحكيم في اسيوط قدمت فيها وتم اختباري ونجحت، وأصبحت حكم بالاتحاد المصري وعضو لجنة الأحكام الفرعية بأسوان».
ريم عبد الباسط ابنة قنا
ريم عبدالباسط، 22 عاما، بالفرقة الثالثة كلية التربية الرياضية بجامعة جنوب الوادي، وبالتحديد في محافظة قنا، واجهت صعوبات وتحديات لممارستها رياضتها المفضلة وهي الكونغ فو والكيك بوكسنج؛ إذ رفض الأهل هذه الرياضات لكونها خطيرة، كما أنها فتاة صعيدية: «مش أي حد هيرضى يخلى بنته أو أخته يلعبوا الرياضة دى لأنها خطيرة وكمان علشان الصعيد»، بحسب الفتاة.
لم ترضخ ريم للعادات والتقاليد، وأقنعت أهلها بممارسة شغفها الرياضي، وأوضحت أنها أرادت الالتحاق بكلية التربية الرياضية منذ البداية، لذلك قررت أن تعد نفسها قبل ذلك، ومارست ألعاب القوى منها الكيك بوكسنج والكونغ فو لمدة 3 سنوات، لكى تستطيع تحمل تمرينات الكلي وأتقنت ذلك.
حصلت ريم عبدالباسط على المركز الأول في 3 بطولات مختلفة في الكونغ فو على مستوى محافظة قنا، والمركز ذاته في الكيك بوكسنج على مستوى محافظة سوهاج.
لم تكتف ريم باللعب فقط، بل اتجهت لمجال التدريب أيضا، وكونت فريقا من الفتيات والسيدات لتدريبهن وتعليمهن فنون القتال، تدعم من خلاله محبي تلك الرياضيات من الذين لا يستطيعون ممارستها خوفا من العادات والتقاليد: «بعمل دورات للبنات زي لا للتحرش وتعليمهم أساليب الدفاع عن النفس».
كما أنها كونت فريقا خاصا من الشباب من سن 5 سنوات وحتى 20 عاما، ثم قدمت في اختبارات التحكيم واجتازتها بتقدير جيد جدا، وأصبحت تحكم بطولات على مستوى محافظتي قنا وسوهاج.
رانيا مدحت شوقي ابنة أسيوط
درست رانيا مدحت بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط وهي الكلية التي كانت تتفق مع توجهاتها وهواياتها في حب الرياضة وممارستها منذ طفولتها، وكان تعلّم رياضة التحطيب تحديا كبيرا لها، لأنها رياضة ذكورية ولم يكن مسموحًا للإناث بممارستها أو تعلّمها، وإن
كانت لم تجد معارضة من عائلتها في مركز صدفا بمحافظة أسيوط في تعلّم تلك اللعبة، حتي واتتها الفرصة عندما رشحتها جمعية الصعيد للتربية والتنمية ـ مكتب محافظة أسيوط، لخوض دورة تدريبية في القاهرة علي يد الدكتور عادل بولاد مطور رياضة التحطيب الفرعونية.
خاضت رانيا مدحت كورسا تدريبيا لمدة شهر ضمن 12 فردًا، علي يد المدرب عادل بولاد وتنقلت بين القاهرة والمنيا، وحازت علي المركز الثاني كأفضل من حصلوا علي الدورة التدريبية، ورشحها مدربها لتخوض اختبار المدربين مع 5 أفراد آخرين، ونجحت لتكون أول مدربة تحطيب معاصر مصرية معتمدة من مؤسس التحطيب المعاصر عادل بولاد.
لا تجد الفتاة العشرينية وهي تترجل في الشارع وتستقل المواصلات العامة من يجرؤ علي مغازلتها أو قول ما لا يخرج على الأدب، كما لو أنها قد وجدت حلاً سحرياً لمشكلة العنف ضد النساء بمجرد معرفة الناس بأنها فتاة قوية تستطيع الدفاع عن نفسها.
الجدير بالذكر أنه حسب منظمة الأمم المتحدة فإن ثلث النساء في العالم يتعرضن للإيذاء. وخصوصا في أوقات الأزمات، حيث أظهر تقرير جديد صدر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومستندا إلى بيانات قُدمت من 13 دولة منذ بدء الجائحة، أن اثنتين من كل ثلاث نساء أبلغن عن تعرضهن (أو امرأة يعرفنها) لشكل ما من أشكال العنف، فضلا عن أنهن أكثر عرضة لمواجهة غياب الأمن الغذائي. وقالت واحدة فقط من كل 10 ضحايا إنها ستبلغ الشرطة طلباً للمساعدة ، مما يدفعنا للتساؤل عن إمكانية أن تواجه النساء هذا العنف بتعلمهن للألعاب القتالية و فنون الدفاع عن النفس .