رفض رئيس الوزراء الفلسطيني “محمد اشتية ” إدعاءات رئيس دولة الكيان الإسرائيلي “إسحاق هرتسوج” بوجود حق تاريخي لليهود في مدينة الخليل الفلسطينية.
وأشار “اشتية” عبر بيان إلى أن تصريحات هرتسوج هي من أجل السيطرة على المدينة وفرض الأمر الواقع في المدينة العربية الإسلامية بالإضافة إلى إخضاع سكانها الأصليين لنظام الفصل العنصري الذي ظهرت ملامحة في شوارع وحارات البلدة القديمة التي تتعرض للتطهير العرقي والتمييز العنصري.
ووصف “اشتية” دخول هرتسوج للحرم الإبراهيمي الشريف بالأمر الاستفزازي محذرا من تداعياته الخطيرة داعيا الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات التي تحدث ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية وخصوصا في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة في مدينة القدس والحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل لاسيما أن المنظمة قد وضعت الحرم الشريف على قائمة التراث العالمي.
يذكر أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المُحتلة) تنظم اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الفعالية السنوية بمناسبة “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” تحت شعار ” الاحتيال سياسة الاحتلال ” وهو اليوم الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المُتحدة في قرارها رقم( 40/32 ب) لسنة 1977، والقرارات اللاحقة التي اتخذتها الجمعية العامة بشأن قضية فلسطين.
وتأتي هذه الفعالية التي تنظمها سنوياً الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبعثاتها في الخارج تأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية وعلى الدعم والتضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس التي كفلتها مبادئ القانون الدولي وأكدتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال “جبالي المراغي” رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر خلال فعاليات اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني إن “هذا اليوم جاء ليذكرنا بنشأة دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948 والتي قامت على إبادة وقتل وتهجير الفلسطينيين العرب من أراضيهم في أطول احتلال عسكري للاراضى في العصر الحديث، وإننا وأمام الأوضاع المأساوية متردية التي يعيشها الشعب الفلسطيني هذه الأيام، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية، التي من بينها لجوئه إلى العقوبات الجماعية، من تهديم للمنازل والبنى التحتية والاعتقال التعسفي وعمليات الاغتيال الفردية لفلسطينيين بحجج أمنية أو استخبارية ومشاريع التوسع الاستيطاني وتهويد القدس ومواصلة الحصار علي الأراضي الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص.
وأضاف أنه “أمام هذه المآسى المتراكمة يوميا، لابد أن نعمل يدا بيد مع كل دعاة السلام والحق والعدل والمؤمنين بالشرعية الدولية، لوضع حد لذلك وضمان حقوق الشعب الفلسطيني وأن نزداد إصرارا على دعم كفاح الشعب الفلسطيني وحقه فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
وعلى صعيد آخر، أكد السكرتير العام للاتحاد العام لعمال الكويت محمد عرادة، عن تضامن “عمال الكويت” مع القضية الفلسطينية ضد الاحتلال، قائلًا إن الاتحاد العام لعمال الكويت والحركة النقابية الكويتية والطبقة العاملة وكافة الاتحادات والنقابات العمالية يؤكدون ويؤمنون إيمانًا مطلقًا في نفس الوقت أن فلسطين أرض عربية لا مجال للتنازل عن شبر واحد منها، وأنها أرض احتلت من قبل العدو الإسرائيلي والعصابات الصهيونية، وهذا ما أكده المرسوم الأميري الصادر في عام ١٩٦٧ في عهد الراحل الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت طيب الله ثراه.
وأضاف: “إن الشعب الفلسطيني الأعزل تمارس ضده جرائم حرب، وعلى منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي وحقوق الإنسان وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن عدم الوقوف مكتوفي الأيدي وسرعة التدخل فورًا لوقف الانتهاكات وهدم المنازل ونهب الثروات ومصادرة الأراضي وتهويد القدس ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
و الملاحظ أن رئيس الكيان الإسرائيلي و رئيس وزراء فلسطين يتحدثان من خلال نظرة ضيقة تفترض بأن وجود حي إسلامي ما في كندا أو فرنسا يجعل من حق آخرين لا يمتون لهم بصلة سوى بأنهم على نفس الديانة أن يقدموا كمحتلين و يستعيدوا تلك المنازل ؟! ، فالأول تحدث كما لو أن هذه الأحياء اليهودية قد تم إخلائها من السكان و تهجيرهم إلى خارج أرض فلسطين ، بالرغم من أن كل اليهود الذين غادروا هذه الأحياء أثناء الحروب قد حصلوا على الجنسية الإسرائيلية و على منازل أفضل من منازلهم الأولى داخل أرض فلسطين ، أما حديث رئيس وزراء فلسطين بإنكار وجود أحياء لليهود قديما داخل الخليل فهو مغلوط و يكرس نفس النظرة القاصرة التي تحدث بها الخطاب الإعلامي للكيان الإسرائيلي.
و في الحقيقة ، كان يوجد بعض الأحياء اليهودية الواقعة في شمالها الغربي وجنوبها الغربي ، وكانت الخليل تضم سبعة أحياء يهودية ، مثل حي الشيخ و حارة باب الزاوية وحارة القزازين ـ نسبة إلى عمّال الزجاج- و حارة العقّابة حيث يقيم عمّال المعاطف الشتوية المصنوعة من الجلد ، و حارة الحرم و حارة المشارقة و حارة قيطون ـ حيث كان يقيم عمال القطن – ، و هذه الأحياء هجرها سكانها في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث انتقلت مدينة الخليل لتكون تحت الانتداب البريطاني. خلال سنوات العشرينات، نتيجة لازدياد الصهيونية من جهة، وتنمية الوعي القومي العربي من جهة أخرى، زادت حدة التوتر بين العرب واليهود الذين كانوا يعيشون بسلام قبل الوعود الأوروبية لليهود بتأسيس وطن قومي لهم داخل فلسطين ، و مع تزايد هذه التوترات غادر اليهود هذه الأحياء و سكنوا في أماكن أخرى أكثر أمناً داخل فلسطين .
و مع بدء حرب ال 48 تم تهجير آلاف الفلسطيين خارج بلدانهم ، في الوقت الذي كان و لازال تفد هجرات إلى ذات الأرض من يهود من شتى أنحاء العالم ، يتحدثون بلغات مختلفة و لا يجمعهم سوى خانة الديانة ، و هو ذات الحلم الذي تسعى إلى التنظيمات الإرهابية الإسلامية مثل القاعدة و داعش و بوكو حرام الذين يهدفون لتأسيس ” دولة الخلافة ” كما أسس اليهود ” أرض الميعاد ” على أساس ديني و عرقي بحت ، و هم يستغلون الأحياء التي كان يقيم بها يهود قديما كأحياء الخليل و حي الشيخ جراح في القدس ، ليقوموا بمزيد من حملات ” الاستيطان ” التي تهدم فيها منازل عرب يقيمون في أرضهم التي سكن فيها سابع جد لهم ، بينما يحصل على المنزل وافد إسرائيلي جديد لا يعرف التكلم حتى بالبرية تحت حجة أن هذا المنزل كان لشخص ما – لا أعرفه – ولكنه كان من نفس عرقي و ديانتي !!
فمتى تنتهي الانتهاكات ضد الفلسطينيين؟ و متى ينتهي الفصل العنصري في هذه الأرض ؟ و متى تتوقف دول العالم عن تزويد إسرائيل بالسلاح رغم ما هي عليه؟