كشفت مصادر عشائرية عن أن المعلمين والطلاب والإداريين في مدارس منطقة منبج في ريف محافظة حلب الشرقي بسوريا أعلنوا إضرابا عن الدوام في مدارسهم رفضاً منهم لنية تنظيم “قسد” فرض المناهج التعليمية الكردية على مدارس المنطقة، أسوة بالمدارس الأخرى الواقعة تحت سيطرة التنظيم في محافظتي الحسكة والرقة وعين العرب في ريف حلب.
وأوضحت المصادر أن هذا الإضراب الشعبي جاء في مدينة منبج وريفها ردًا على قيام تنظيم “قسد” بتوزيع كتب من منهاجه المسيس على عدد كبير من المدارس في الصفوف الأولى للمرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية، ما جعل سكان المنطقة يعلنون إضرابهم.
وأضافت المصادر أن أكثر من 50% من الكوادر التدريسية والتعليمية والطلاب والكوادر الإدارية التابعين لوزارة التربية السورية الحكومية في 300 مدرسة لجميع المراحل في مدينة وريف منبج، أضربوا عن التعليم, رفضاً منهم لفرض منهاج مغير لمنهاج وزارة التربية السورية.
وقالت مصادر تربوية حكومية إن ما يسمى لجنة التربية والتعليم التابعة لتنظيم “قسد” في منطقة منبج، بدأت بالفعل بتوزيع كتب جديدة على مدارس منبج وريفها، على أن يتم إدخال هذه الكتب وفق منهاج كامل لجميع المراحل بشكل تدريجي، وهذا يعني إننا في نهاية العام سيكون حالنا كحال مدرس عين العرب (كوباني) التي فرضت فيها مناهج “قسد” ومنعت حتى الدورات الخاصة في المعاهد غير الرسمية للمناهج السورية، حيث أجبر العشرات من الطلاب للانتقال إلى مدارس منبج للدراسة واستكمال تحصيلهم العلمي وفق منهاج وزارة التربية السورية.
وأضافت أن جميع الكوادر الحكومية التدريسية والطلاب والإداريين اضربوا عن العمل في أكثر من 50% من مدارس منطقة منبج وريفها، ورفضوا استلام أي كتاب من خارج منهاج وزارة التربية السورية، في حين التزم بالدوام المعلمون الذين يتقاضون رواتبهم من قبل تنظيم “قسد” والطلاب من أبناء المنتسبين والمتعاونين مع التنظيم”.
وأشارت أن تنظيم “قسد” أصدر بياناً نفى فيه فرض منهاج جديد على مدارس منطقة منبج، وذلك لخفض حدة الرفض الشعبي التام لمنهجه المسيس والذي يمس الديانات السماوية والروح القومية و الوطنية والعادات والتقاليد الاجتماعية، وهو ما يتضح من الرسومات والكتابات الموجودة في الكتب الموزعة.
وكانت ما تسمى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” التابعة لتنظيم “قسد” أعلنت في بداية الشهر الجاري، عن اعتماد منهاج “الإدارة الذاتية” في مدارس منبج وريفها بعد الاجتماع السنوي لـ “لجنة التربية والتعليم”، حيث أقرَّت اللجنة المذكورة أثناء اجتماعها السنوي تفعيل منهاجها.
وأكدت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن تفعيل منهاجها يكسر نمطية التدريس المتمثلة بالحفظ والاستذكار، وهي خطوة جديدة في توحيد مناهج الإدارة الذاتية التي لطالما سعينا إليها منذ التأسيس، وهذه الخطوة ستوحد النظام التعليمي والعمل الإداري التربوي على مستوى شمال وشرق سوريا.
وتشهد مناطق سيطرة تنظيم “قسد” شمالي وشرقي سوريا، حالة من الغضب الشعبي والمظاهرات العشائرية ضد ممارسات التنظيم المدعوم من الجيش الأمريكي التي تتركز على سرقة النفط والغاز والقمح والتجنيد القسري والاعتقالات التعسفية ومنع التعليم وإغلاق المدارس ونشر الجهل والفقر.