أصدر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قرارا بإغلاق المؤسسات التي تواصل الإضراب اعتبارا من يوم الإثنين المقبل، وإعادة تشكيل مجموعات العاملين فيها.
وقال لوكاشينكو في كلمة له بمدينة غرودنو: “أطلب من المحافظين، في حال كان هناك من لا يريد العمل فلا تجبروه على ذلك.. نحن لن نجبرهم ولن نقنعهم، البلد سوف يتحمل ذلك، وأي مؤسسة تضرب سنضع قفلا على بوابتها اعتبارًا من يوم الاثنين، وبعد أن يهدأ الناس سننظر من سيدعوه للعودة إلى هذه المؤسسة لاحقا”.
أعلن عدد من الشركات البيلاروسية ، منذ أيام، عن إضراب عمالها ووقف الإنتاج، إلا أن رومان جولوفتشينكو، رئيس الوزراء، أعلن أن جميع المؤسسات الحيوية للاقتصاد تعمل بشكل طبيعي.
وشهدت بيلاروسيا مظاهرات احتجاجية حاشدة، وتم قمع هذه الاحتجاجات، في الأيام الأولى، من قبل قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين، الذين لم يعترفوا بنتائج الانتخابات، التي جرت مؤخرا في بيلاروس، وفاز فيها الرئيس لوكاشينكو.
وبحسب البيانات الرسمية، تم اعتقال أكثر من 6700 شخص في الأيام الأولى.
ذكرت وزارة الشؤون الداخلية للجمهورية أن هناك مئات الإصابات، بينهم أكثر من 120 من الشرطة، إضافة إلى مصرع 3 متظاهرين.
واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء بيلاروسيا منذ يونيو الماضي، وسط الغضب من سجن شخصيات المعارضة والركود الاقتصادي وسوء إدارة لوكاشينكو لأزمة فيروس كورونا.
ومنذ نتائج الانتخابات، اندلعت أكثر من عشرة احتجاجات في البلدات والمدن على نتائج الانتخابات المتنازع عليها. وتراوحت التقديرات غير الرسمية للاحتجاج في العاصمة يوم الأحد بين 100 ألف و220 ألف شخص.
واحتشد الآلاف من الناس في مينسك منذ إعلان لوكاشينكو النصر. ونزل العمال إلى الشوارع بمطالب متنوعة، بما في ذلك وقف عنف الشرطة وإجراء انتخابات جديدة.
وبحسب مجلة التايم أظهرت مقاطع الفيديو والصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة عمالًا في العديد من الشركات التي تديرها الدولة يتركون العمل ويخبرون رؤساءهم أنهم لن يعودوا إلى العمل حتى تتوقف الشرطة عن ضرب المتظاهرين وتفرج السلطات عن آلاف المحتجين المحتجزين منذ الانتخابات.
وأعلن ضباط وأفراد من القوات الخاصة عن استقالتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي أحد مقاطع الفيديو، ظهر ضابط أمن يحرق زيه العسكري في استعراض للتحدي.
وقام العديد من الصحفيين ومقدمي البرامج التلفزيونية بالإضراب، مطالبين وسائل الإعلام الحكومية بتغطية الاحتجاجات بموضوعية، كما تقول كاتيا جلود، الخبيرة والمستشارة السابقة في مؤسسة European Endowment for Democracy، وأضافت أن وسائل الإعلام الحكومية هي “دعاية كاملة»”. لقد صورت الاحتجاجات على أنها «أعمال شغب».
اعتمدت بيلاروسيا على دعم روسيا للطاقة بقيمة مليارات الدولارات كل عام لدعم اقتصادها الذي تسيطر عليه الدولة إلى حد كبير.
لكن خلال العام الماضي، كثف الكرملين ضغوطه على بيلاروسيا لقبول علاقات سياسية واقتصادية أوثق من خلال زيادة أسعار الطاقة وخفض الدعم.
ورفض لوكاشينكو العديد من مقترحات موسكو على مر السنين لتعميق التكامل، بما في ذلك العملة الموحدة.