في مثل هذا اليوم (20 سبتمبر 2019) شارك الملايين حول العالم في إضراب عالمي احتجاجا على التغييرات المناخية وتقصير الحكومات في التعامل مع هذا الملف، ويحاول “جهود”، في نفس اليوم الذي احتج فيه الملايين، تقصي التغييرات التي حدثت.
ففي مثل هذا اليوم نظم نشطاء في 150 دولة إضرابا، سمى بـ”الإضراب العالمي من أجل المناخ “، بهدف إجبار الأنظمة الحاكمة بالبدء في اتخاذ إجراءات للتصدي لظاهرة التغير المناخي.
أقيمت الاحتجاجات في 4500 مدينة ضمن 150 دولة من دول العالم، مثل لندن ونيويورك وبرلين ومومباي وطوكيو وملبورن وغيرهم.
بدأت الإضرابات في 20 سبتمبر، قبل ثلاثة أيام من قمة الأمم المتحدة للمناخ، والتي عُقدت في 23 سبتمبر 2019، واستمرت حتى 27 سبتمبر 2019.
وجاءت الاحتجاجات ضمن حركة “الإضراب العالمي من أجل المناخ”، التي بدأتها الناشطة السويدية ذات الـ16 عاما، غريتا تونبرج، التي ألهمت الملايين حول العالم للتظاهر والمطالبة بمواجهة التغير المناخي.
وشارك الطلاب في الإضراب، حيث قاطعوا الدراسة بهدف الضغط على الكبار في السن كي يطالبوا ويتخذوا تدابير جذرية لوضع حد لتصاعد درجات الحرارة، التي تثيرها النشاطات الإنسانية.
وذكر منظمو الإضراب أن 1.4 مليون شخص شاركوا في الإضرابات الألمانية، وشارك ما يقدر بنحو 300 ألف محتج في الإضرابات الأسترالية، في لندن شارك ما يقارب 100 ألف مشارك، وفقًا للمنظمين.
بدأت الإضرابات والمسيرات حاشدة في عواصم مختلفة حول العالم، ضمن مبادرة أسبوع المناخ الدولي التي دعت إليها منظمات بيئية عديدة احتجاجا على تباطؤ الحكومات في التصدي لظاهرة تغير المناخ.
وتوافد الناشطون المدافعون عن البيئة على شوارع العواصم العالمية لدعم أول قمة شبابية بشأن المناخ، وذلك قبل يومين من انعقاد قمة الأمم المتحدة لمناقشة هذه الظاهرة في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقادت الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ مسيرة ضخمة في نيويورك.
وسميت فترة الإضراب بـ”أسبوع المناخ الدولي”، وقد استهل المشاركون في هذه المبادرة الأسبوع بإضراب عام ومسيرات حاشدة تجمع خلالها مئات الآلاف من الطلاب في آسيا والمحيط الهاديء لإطلاق مظاهرات عالمية لتشكيل أكبر تعبئة تنظم للدعوة إلى التحرك لمواجهة الكوارث المناخية.
من سيدني إلى سيول مرورا بمانيلا وبومباي، لبى تلاميذ بشكل جماعي دعوة الشابة السويدية غريتا ثونبرغ لمقاطعة قاعات الدراسة على مدى يوم في تحرك رمزي جدا أطلق عليه اسم “إضراب مدرسي من أجل المناخ”.
وتجمع أكثر من 300 ألف تلميذ مع أهاليهم وأشخاص آخرون في عدة مدن أسترالية، أي أكثر من ضعفي العدد الذي سجل في مارس، خلال تجمعات مماثلة، فيما من المرتقب تنظيم أكثر من خمسة آلاف فعالية الجمعة في مختلف أنحاء العالم.
وبلغت الإضرابات والمسيرات ذروتها في مسيرة نيويورك الكبرى، إذ شارك 1,1 مليون تلميذ من المدارس العامة، التي سمحت بذلك، والبالغ عددها 1800، حسب تقارير صحفية.
وجرت تجمعات في الهند ونيودلهي وبومباي ونظم آلاف الأشخاص مظاهرات في الفلبين، الأرخبيل الذي يواجه تهديدا كبيرا بارتفاع مستوى مياه المحيطات.
في أستراليا، شجعت بعض الشركات والإدارات والمدارس الموظفين والطلاب على المشاركة في هذا اليوم.
ووفقا لبيانات الأقمار الصناعية التابعة لخدمات كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي في الاتحاد الأوروبي، فإن دخان الحرائق انتقل عاليا إلى الغلاف الجوي ووصل حتى شمال أوروبا.
قال مارك بارينجتون، عالم حرائق الغابات في كوبرنيكوس، حسب موقع “الاقتصادية”: “وزن وضخامة هذه الحرائق أعلى من أي مستوى قد غطته بيانات المراقبة لدينا خلال 18 عاما”.
ووصل الدخان في الولايات المتحدة حتى مدينة نيويورك والعاصمة واشنطن حيث تلونت السماء بضباب مرئي. وبينما سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى إلقاء اللوم في الحرائق بشكل أساسي على إدارة الغابات، كان لعلماء المناخ رأي خلاف ذلك.
قال فيليب دافي، رئيس مركز وودويل لأبحاث المناخ في ماساتشوستس، حسب نفس الموقع: “جميع هذه الأشياء التي تحدث هي نتائج متوقعة لتغير المناخ”. أضاف: “يسأل الناس ما إذا كان هذا هو الوضع الطبيعي الجديد وأنا أقول لا، بل سيزداد سوءا طالما أننا سنواصل إضافة غازات الاحتباس الحراري للغلاف الجوي”.
قالت فريدريكي أوتو، رئيسة معهد التغيرات البيئية في جامعة أوكسفورد، إن درجات الحرارة القياسية تعني “طقسا ناريا” – حالات الجفاف التي تتسبب في احتراق الغابات – أصبحت أكثر تكرارا وأكثر حدة. أضافت: “نرى أوضح وأكبر علامة على تغير المناخ في درجات الحرارة القصوى”.
وسُجلت، هذا العام الذي تلى الإضراب العالمي، أعلى درجة حرارة على الإطلاق في وادي الموت في كاليفورنيا، حيث بلغت 54.4 درجة مئوية، وتم تسجيل 38 درجة مئوية في أقصى شرقي روسيا، داخل الدائرة القطبية الشمالية. وفي البرازيل، البانتال، أحد أكبر الأراضي الرطبة في العالم، كانت تحترق منذ منتصف يوليو، بعد حالة من الجفاف الشديد.
وأِشار باحثون إلى أن تأثير الاحتباس الحراري كان يتماشى مع النماذج العلمية، لكن التكلفة البشرية والاجتماعية كانت أكبر بكثير من المتوقع.
بينما احترقت غابات كاليفورنيا، حدد العلماء هذا الأسبوع خمسة أعاصير وعواصف مدارية متزامنة في المحيط الأطلسي، للمرة الثانية على الإطلاق، كما لو أنها تأكيد للنمط الجديد للأحداث المتطرفة المتعلقة بالطقس. إعصار سالي الذي وصل إلى اليابسة يوم الأربعاء في ألاباما وفلوريدا، تسبب في رياح تزيد سرعتها على 100 ميل في الساعة. وتتوقع الولايات المتحدة موسم أعاصير “نشط للغاية”.