وجه الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التضامن الاجتماعي الأسبق والمفكر الاقتصادي والأكاديمي، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مقاله بجريدة الأهالي التابعة لحزب التجمع، قائلا “رغم الجهود المبذولة للحماية الاجتماعية، فإن ميزان العدالة الاجتماعية قد مال ميلا شديدا، وتضاعفت أعداد الفقراء واتسعت الفوارق بين فئات الشعب، وأصبحت ميزانية الدولة موظفة لصالح الأغنياء وعلى حساب الفقراء و متوسطى الحال”.
وأوضح جودة خلال مقاله “تحملت فئات عريضة من المجتمع ضغوطا متزايدة، نتيجة ما يسمى الإصلاح الاقتصادى ومفعول جائحة كورونا، ثم جاءت قرارات تخفيض وزن الرغيف ومضاعفة رسوم الدراسة وغرامات مخالفات البناء لتضيف أعباء جديدة على كاهل الناس. إن الفقراء و الطبقة الوسطى يكابدون و يتألمون فى صبر و صمت”.
وكرر جودة دعوته إلى “عقد مؤتمر وطنى للإصلاح الاقتصادى تناقش فيه كل القضايا بمشاركة الجميع، بحيث يتحول بلدنا من اقتصاد ريعى إلى اقتصاد إنتاجى”.
كما أشار جودة إلى أن “هناك إحساس حقيقى متزايد بأن سقف الحقوق والحريات العامة قد انخفض كثيرا ويحتاج إلى رفع كبير. و ما زال الشباب هم الرقم الأصعب فى معادلة الحكم فى مصر. ومن الواضح أننا نحتاج إلى صيغة جدبدة لمعالجة هذا الملف الحساس ولإدماج الشباب فى حياة المجتمع”.
وخاطب جودة الرئيس السيسي قائلا “رغم أنكم قلتم أن الولاية الثانية ستشهد تنشيط الحياة السياسية و بناء الإنسان، لكننا حتى الآن لا نلمس مؤشرات تدل على ذلك أو خطوات تؤدى إليه، وقد طالبنا مرارا بعقد مؤتمر تشارك فيه كل القوى الوطنية المؤمنة بالدولة المدنية الديمقراطية لمناقشة قضايا الحكم في مصر لإنعاش الحياة السياسية و تنشيط الأحزاب”.
وحذر جودة من “أن الوضع الحالي مؤلم وقاس، وهو غير قابل للاستمرار، الأمر جد خطير، وإذا لم نتدارك كارثة الغلاء و تراكم الأعباء التي تعصف بالفقراء والمعدومين، و ما لم يتم فتح المجال السياسى و تعزيز حرية الرأي و التعبير، فسوف تستمر المعاناة”.
وطلب جودة من الرئيس السيسي “ألا تستمع لبطانة السوء، وأن نقوم بما يلزم لرفع المعاناة عن شعبنا، وخاصة الفقراء والطبقة الوسطى”.