شهدت مدينة شتوتغارت الألمانية مظاهرة حاشدة احتجاجا على التدابير المفروضة لاحتواء الجائحة. ومع أن المظاهرة كانت سلمية، إلا أن انتهاك قواعد الحد من كورونا، أثار الانتقادات للسلطات الأمنية المحلية، التي دافعت عن موقفها ،قالت الشرطة الألمانية اليوم إن أكثر من 10 آلاف شخص معظمهم بدون أقنعة ودون اتخاذ مسافات تباعد، شاركوا اليوم في شتوتغارت في مظاهرة ضد التدابير المفروضة لاحتواء فيروس كورونا ، وقال متحدث باسم الشرطة إن المظاهرة، التي قام بها أشخاص ينتمون لما يعرف بحركة “التفكير المختلف” أو “التفكير خارج الصندوقكانت سلمية مع استثناءات قليلة. وكان مئات من أفراد الشرطة قد تابعوا سير المظاهرة لكنهم لم يتدخلوا بسبب مخالفة المشاركين لقواعد التعامل مع فيروس كورونا ، ومنذ بدء الجائحة تشهد ألمانيا بانتظام تظاهرات لحركة تطلق علي نفسها “كفيردنكن”، ضد التدابير المفروضة لاحتواء فيروس كورونا. ويشارك في هذه المظاهرات منكروا كورونا، ومؤمنون بنظريات المؤامرة، ومناهضون للتلقيح، ويمينيون متطرفون وأتباع ما يسمى بحركة ” مواطني الرايخ الألماني”، التي لا تعترف بوجود جمهورية ألمانيا الاتحادية ، وأدى سلوك الشرطة إلى انتقادات كثيرة. وقال أوفه لال من وزارة الصحة في ولاية بادن فورتمبرغ، حيث تقع شتوتغارت: “لا أفهم كيف ناورت إدارة المدينة وهي تنظر إلى مثل هذا السلوك”. ، وأضاف لال أنه تواصل شخصيا كتابيا وعبر الهاتف مع رئيس بلدية شتوتغارت كليمنس ماير ليبين له الإمكانيات التي يمكن من خلالها فرض حظر على المظاهرات الكبرى ضد قواعد التعامل مع فيروس كورونا بالمدينة، مبينا أن المدينة قررت إثر ذلك عدم حظر المظاهرات، معتبرا ذلك “خطأ بالنظر إلى حالة العدوى في هذه المرحلة من مراحل الوباء” ، لكن المتحدث باسم مدينة شتوتغارت سفين ماتيس قال إن السلطات ألتزمت عند منح الترخيص للمظاهرة بالقواعد السارية، التي ترى “عدم تقييد الحق الأساسي في التجمعات بسبب الوباء”، وفي وقت لاحق قال ماير أنه تم التأكد من حدوث آلاف المخالفات خلال التظاهرة وبأنها مخالفات فردية والشرطة تعاملت مع هذه الحالات، مؤكدا بأن “كل من ذهب إلى المظاهرة بدون كمامات، ولم يلتزم بالتباعد، يجب عليه أن يتوقع عقوبة مخالفة النظام ” ، من جانب آخر شهدت العديد من المدن الألمانية مسيرات عيد الفصح التي تخرج تقليديا كل عام. وجاءت مظاهرات هذا اليوم ضد زيادة الإنفاق العسكري وأمور سياسة أخرى. وبالذات ضد المطلب الأساسي لحلف شمال الأطلسي “ناتو” بأن تنفق الدول الأعضاء فيه نسبة 2% من الناتج القومي على الدفاع. ويدعم هذه الفعاليات أحزاب وجمعيات عديدة واتحادات كنسية وجماعات السلام ونشطاء المناخ من جماعة “أيام الجمعة من أجل المستقبل”.