نفذ مستخدمو وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي اعتصاما، بدعوة من نقابتهم، أمام مدخل المؤسسة في صيدا، بمشاركة رئيس الاتحاد العمالي العام “بشارة الأسمر” وحضور رئيس النقابة عماد الضيقة، أمين السر “علي رمال” وأعضاء النقابة، رافعين لافتات بمطالبهم.
وأعلن المعتصمون بأن “الإضراب مفتوح بعد فشل كل محاولات الجلوس والحوار مع إدارة مؤسستهم للمطالبة بإحقاق الحق والتجاوب مع مطالب العمال والمستخدمين من خلال تحسين رواتبهم وتعديل دفتر شروط اليد العاملة وعمال المحطات ووقف التوظيفات العشوائية”. وألقى الاسمر كلمة بالمناسبة، شدد فيها على “أحقية مطالب المعتصمين”، وقال: “في الأيام العادية ممنوع المساس بالعامل أو المستخدم، فكيف في هذه الأيام الاستثنائية التي نعيشها التي يدفع فيها العامل ثمن كل المصائب التي اقترفها السياسيون في البلاد وكل السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة التي يدفع ثمنها هؤلاء الناس”.
و أضاف: “هؤلاء العمال يجب تكريمهم في هذه المرحلة، ويجب أن نبحث في طريقة لإنصافهم، وذلك بأن يطبق عليهم مرسوم بدل النقل ، وأن يُراعي الوقائع التي نعيشها. قيمة المسؤول بأن يكون مع عماله وناسه وأن يشعر بهم وبتعبهم”.
وتابع: “نقابة العاملين والمستخدمين وغب الطلب والمياومين في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي هي جزء لا يتجزأ من الاتحاد العمالي العام، وما يصيب هؤلاء العمال يصيب الاتحاد العمالي العام في الصميم، واي تدبير يتخذ بحق اي شخص منهم كأنه يتخذ بحق بشارة الأسمر.
لذلك أؤكد التعاون المطلق، لأننا جميعا نتساوى في هذه الكوارث. لذلك ندعو المسؤولين والمدير العام للتعاون في كل المواضيع على أن تكون النقابة جزءاً لا يتجزأ من كل موضوع. النقابة شريكة في كل شيء وشريكة في أخذ القرار.
لذلك نشدد على الدعوة للتعاون مع النقابة القيمة على أحوال هؤلاء العمال، والتعاون مع المدير العام للوصول الى الأهداف التي تريح هؤلاء العمال بالحد الادنى المطلوب، لأنه لم يعد هناك حدود قصوى اليوم، يوجد حدود دنيا.
وهذه الناس يجب مراعاة أوضاعها وتعبها وهي تؤمن المياه بظروف صعبة”.
ثم ألقى رئيس النقابة بياناً باسم المعتصمين، أعلن فيه “الإضراب مفتوح لحين تحقيق مطالب العمال وإنصافهم من خلال تحسين رواتبهم وتعديل دفتر شروط اليد العاملة وعمال المحطات ووقف التوظيف العشوائي الذي أدى الى انهيار مالية المؤسسة واستحداث الهيكليات الإدارية البديلة وعدم احترام الأنظمة والقوانين وعدم مراعاة التسلسل الإداري وإعطاء الامتيازات للمحظيين”.
هذا و قد صدر بيان عن نقابة مستخدمي وعمال “مؤسسة مياه لبنان الجنوبي” يتهم المدير العام للمؤسسة بالوقوف ضد العمال والفقراء و كان نص البيان كما يلي : {الزميلات والزملاء الأعزاء، تحية نقابية وبعد، عطفا على البيان السابق فان النقابة لاقت تصعيدا من الادارة يتمثل في إصدار كم هائل من الانذارات للعديد من العمال في المؤسسة بدون أي أسباب وجيهة او منطقية بل أدنى ما يُقال فيها أنها إنذارات غبّ الطلب، و لاسباب أصبحت مكشوفة لدينا ولدى الجميع، وحيث ان المدير العام يتذرع بأسباب واهية ويلفّق التهم جزافا للعمال من خلال التحقيقات الادارية التي يجريها، وإزاء هذه السياسة الكيدية التعسفّية المستمرة من قبل ادارة مستمرة بأخذ المؤسسة الى أماكن لا تُحمَدُ عُقباها،وفي وقت كنا نتوقّع من الإدارة السّعي لتأمين مقومات صمود تساعد العمال الفقراء لسد رمق أطفالهم ولتخطّي الظروف المعيشية الصعبة، كما فعلت إدارات أخرى، نعلن بأن النقابة ستلجأ الى خطوات تصعيدية تبدأ بالاعتصام أمام دوائر أخرى غدا بالاضافة الى استكمال الاعتصام أمام دوائر النبطية والزهراني بشكل مستمر، وندعو العمال الى التكاتف و الوقوف جنبا الى جنب لمواجهة ادارة لم تترك مجال لأي حلول سوى محاربة لقمة عيش العمال والمستخدمين في سياسة نيرونية لا تمتّ الى العقل والمنطق بصلة والى البقاء على أهبّة الاستعداد للخطوات التصعيدية التي ستعلنها النقابة ، وكما ندعو الادارة الى التراجع عن قراراتها والى اعادة كافة العمال والمستخدمين الذين تم توقيفهم أو نقلهم بطريقة تعسفية وكيدية عن العمل منذ تاريخ تعيين هذا المدير العام وايقاف كافة التوظيفات التنفيعية والعشوائية التي أدّت الى انهيار المؤسسة في عهده ، وكما نؤكد أننا سنضع الرأي العام بكافة المخالفات التي قامت و تقوم بارتكابها هذه الإدارة منذ تعيينها و على كافة المشاريع والصفقات التنفيعية التي قامت بها بدون أي جدوى سوى هدر المال العام، وبقيت القرى والبلدات الجنوبية عطشى في عهدها} .
و عن مطالب المعتصمين يقول بشارة الأسمر : “ندعو الإدارة إلى احترام مبدأ التسلسل الإداري والهيكلية الإدارية وإلى إعطاء مساعدات مادية وعينية إلى جميع عمال ” غب الطلب ” دون الاستنسابية التي تحصل الآن ، وكأننا في شركة خاصة، وكذلك إعادة النظر في التصنيف الوظيفي لعمال ” غب الطلب ” دون كيدية أو استنسابية وإنصاف المستخدمين وترفيعهم ممن تتوفر فيهم شروط الترفيع – الترقية – حسب القوانين، وإعادة جميع المستخدمين، الذين تم تغيير ملاكهم الوظيفي لأسباب مشبوهة، إلى وظائفهم الأساسية وتأمين الحد الأدنى من مقومات العمل والصمود للعاملين في المحطات المياه التي تعتبر الشريان الحيوي للمؤسسة بحيث يزداد الوضع ازدراء في جميع محطات التوزيع ويتعرض العاملون للإذلال فيها”.
فهل سنرى لبنان التي دعوناها – العاصمة الثقافية للعالم العربي – تستجيب لمطالب عمالها في القريب العاجل ؟