هل تنجح الاحتجاجات الشعبية والعمالية حول العالم ضد الإلزامية الرأسمالية لتلقي اللقاحات ؟

قسم : تقارير

تعد إلزامية تلقي اللقاحات التي فرضتها بعض الدول في العالم من الآثار التي يخلفها النظام الرأسمالي المتوحش الذي يُغلِّب الأمان الاقتصادي على حقوق الأفراد و حرياتهم ، لذلك فقد شهدت العديد من دول العالم تظاهرات حاشدة دعا إليها العديد من المؤسسات الحقوقية و النقابات العمالية للتنديد بإلزامية اللقاح التي جعلت من الأفراد الرافضين لتلقيه مواطنين درجة ثانية لأنه لا يحق لهم أن يلتحقوا بالعديد من الأعمال و لا يحق لهم السفر و التنقل الذي يتمتع به غيرهم ، و بعض الدول فرضت تصاريح صحية كشرط لارتياد بعض الأماكن العامة كالأندية و حمامات السباحة و المباريات و القطارات و حتى السيارات لمسافة طويلة .

و قد شهدت كندا مظاهرات عدة عقب الإعلان عن جوازات سفر اللقاح ،اتسم بعضها بالغضب إلى حد عرقلة بعض الطرق مما دفع العاملين بالقطاع الصحي بالمستشفيات إلى وقفات صامتة اليوم الاثنين للعاملين بالقطاع الصحي في جميع أنحاء البلاد تندد بعرقلة وصول الأفراد إلى مرافق الرعاية الصحية بشكل سريع ، و قد أصدرت الاتحادات الطبية في أونتاريو بيانا مشترك وصف المظاهرات بأنها “خاطئة وغير مقبولة” .

يسبق ذلك تظاهرات عدة و كبرى في فرنسا كان آخرها تظاهرات يوم السبت الماضي ، و قد نظمت التظاهرات للاعتراض على التصاريح الصحية المفروضة ، و التي تُفرض على مشجعي الأندية الذين يرغبون في حضور المباريات، وكذلك من يودون الذهاب إلى الصالات الرياضية وحمامات السباحة، أو المسافرين بالقطارات والطائرات والسيارات لمسافات طويلة.

ووفقاً لوسائل إعلام فرنسية، شارك في المظاهرات نحو 121 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد، من بينهم 19 ألفاً في باريس.

كما أطلقت الشرطة اليونانية ، السبت ، الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مظاهرة شارك فيها آلاف المحتجين على التطعيمات الإلزامية ضد فيروس كورونا، وقالت السلطات إن محتجين ألقوا قنابل مضيئة على الشرطة في ثيسالونيكي ، ثاني أكبر مدن اليونان ، ومنعتهم من محاولة الوصول إلى المنطقة التي كان من المقرر أن يلقي فيها رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس خطابه الاقتصادي السنوي.

و الجدير بالذكر أن الخطاب السنوي لرئيس الوزراء يجذب عادةً حشودًا من المتظاهرين ، وقدرت الشرطة أن أكثر من 15000 شخص ، بما في ذلك النقابات العمالية ، شاركوا في المظاهرات حول قضايا تتراوح من السياسة الاقتصادية إلى لقاحات COVID-19.

و قد بدأت الاحتجاجات ضد التطعيمات ضد كوفيد -19 في يوليو / تموز بعد أن أعلنت الحكومة عن التطعيم الإلزامي للعاملين في مجال الرعاية الصحية والعاملين في دور رعاية المسنين.

و اقترحت السلطات أن اللقاحات يمكن أن تصبح إلزامية لمجموعات أخرى أيضًا ، مثل المعلمين.

وقال اتحاد العاملين في المستشفيات العامة ، بودين ، في بيان “نعم للقاحات ، ولكن ليس إلزاميً” هذا و قد واجه إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس الماضي عن فرض تلقيح أكثر من ثلثي الأمريكيين العاملين ، معارضة كبيرة و وصفته اللجنة الوطنية الجمهورية بأنه “غير دستوري” ، وسرعان ما شجبه عدد من حكام الحزب الجمهوري على تويتر ، وكذلك نددت بالقرار النقابات العمالية و التي يعتبرهم الديمقراطيون حلفاء.

أصدر الاتحاد الأمريكي للموظفين الحكوميين ، وهو اتحاد يضم 313000 عضو ويمثل 700000 عامل فيدرالي وواشنطن العاصمة ، وعضو في اتحاد عمال AFL-CIO المؤثر ، بيانًا يوم الخميس من الرئيس الوطني للمنظمة إيفريت كيلي يشجع التطعيم. – لكنه انتقد إلزاميته .

و قد أكدت النقابات العمالية على أهمية أن يكون تلقي اللقاحات بالامتثال الطوعي بدلاً من الامتثال الإجباري.

على الجانب الآخر فقد شهدت البرازيل تظاهرات ضد الرئيس “جايير بولسونارو” بالأمس الأحد اعتراضاً على سوء تعامل الحكومة مع جائحة كوفيد 19 و بسبب ارتفاع التضخم و ارتدى العديد من المتظاهرين الزي الأبيض ، حسب تعليمات الجماعات السياسية التي نظمت المظاهرات في 19 ولاية ، و كانت مطالبهم تتركز على ( نريد اللقاح في ذراعنا و طعام في أطباقنا ) .

و من تظاهرات البرازيل يتضح لنا بأن العديد من الأشخاص في العالم يرغبون في تلقي اللقاح الذي قد لا يتوافر بالمؤسسات الطبية في الحين أن البعض الآخر يتلقاه بشكل إلزامي وهو غير راغب في ذلك في أماكن متفرقة من العالم ، فمتى يتنبه أصحاب السلطة إلى أن كل إنسان يملك جسده و لا يجوز إلزامه بأي تغيير في جسده ولا يجوز نبذه طالما أنه صحيح الجسد و لا يعاني من أي أمراض ، و خصوصاً بأن منظمة الصحة العالمية نفسها لم تنفي إمكانية أن يتعرض من تلقوا اللقاح للإصابة بفيروس كورونا .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *