تعرض ما لا يقل عن ثلاثة صحفيين للضرب على أيدي أفراد طالبان المسلحين ببنادق هجومية من طراز M16 وبنادق AK-47 بسبب تقاريرهم عن مسيرة النساء في كابول لدعم مشاركة المرأة في المجتمع والتعليم والتوظيف.
و قد قامت عناصر طالبان بضربهم لمنع تغطية احتجاج نسائي، بالأمس الخميس 21 أكتوبر في وسط مدينة كابول، بحسب خبر عاجل من وكالة فرانس برس.
و تمكنت مجموعة مكونة من حوالي عشرين إمرأة من السير في موكب في وسط كابول لأكثر من ساعة ونصف للدفاع عن حقهن في الدراسة والعمل، دون أن يتعرضن للاعتقال أو الضرب من قبل جنود حركة طالبان المتواجودين بالمنطقة. وهتفت المتظاهرات، وهن يرتدين الحجاب والمعاطف والملابس الملونة: “بطالة وفقر وجوع” و”نريد العمل”، وطالبن بإعادة فتح مدارس الفتيات. كما قامت المتظاهرات بالتلويح بأوراق صغيرة، كُتب عليها “لم يعد لنا الحق فى العمل”، بينما طوقت قوات الأمن التابعة لحركة طالبان، المظاهرة من دون التعرض للمتظاهرات.
و مُنعت وسائل الإعلام الحاضرة من الاقتراب من المسيرة أو تصويرها أو التحدث مع المتظاهرات، وتعرض مقاتلو طالبان المتواجدون للصحفيين بعنف. ومن بين هؤلاء، تعرض صحفي للضرب ببندقية ثم طرد من الموكب وهدده أحد عناصر طالبان المسلحين ببنادق من طراز AK-47 أو M-16، بالاعتقال.
لم تتعرض النساء للاعتداء الجسدي أثناء المسيرة، ولكن في عدة مناسبات حاولت عناصر طالبان مقاطعتهن، بما في ذلك لفظيًا.
وصرحت إحدى المنظمات لوكالة فرانس برس أنهن قررن في النهاية التفرق ولم يتم إلقاء القبض على أي منهن. وقالت زهرة محمدي، وهي إحدى المنظمات للمظاهرة: “هذا هو الوضع، طالبان لا تحترم شيئا، لا الصحفيين ولا السكان المحليين ولا الاجانب ولا النساء”. وأضافت: “رسالتي إلى جميع الفتيات في هذا البلد هي إنزعن من قلوبكن الخوف من طالبان، وحتى إذا لم تسمح عائلتكن بمغادرة المنزل، فلا تخفن، اخرجن، قدمن تضحيات، قاتلن من أجل حقوقكن”، واختتمت حديثها قائلة: علينا أن نفعل ذلك لإحداث شيء من أجل الجيل القادم.
ذكر أحد المراقبين أنه بعد عشرين عامًا من الحرية النسبية للمرأة الأفغانية وظهور جيل من الرياضيات والباحثات والسياسيات والفنانات والصحفيات والعاملات في المهن الصحية، كانت إعادة تأسيس إمارة أفغانستان الإسلامية بمثابة حكم بالموت على هذا التقدم.
كانت آخر مظاهرة نسائية شهدتها كابول، في 30 سبتمبر الماضى، وفضتها قوات أمن طالبان خلال دقائق من انطلاقها.