فيما تهدد السلطة العسكرية بالسودان الثورة السودانية ،بعد قيام عبد الفتاح البرهان قائد المكون العسكري السوداني ، باعتقال رئيس مجلس الوزراء و العديد من السياسيين المدنيين و حل النقابات و الاتحادات المهنية و قطع خطوط الاتصالات و الإنترنت و إرسال الجيش السوداني مع الشرطة لقمع الاحتجاجات فقد جاءت ردود الأفعال الخارجية متباينة كالآتي :
سفراء السودان في 12 دولة يعربون عن رفضهم لانقلاب الجيش على السلطة
أعرب سفراء السودان من 12 دولة، في بيان مشترك عن رفضهم لانقلاب الجيش على السلطة في بلادهم.
وقال المصدر إن البيان وقع عليه السفراء السودانيون لدى الولايات المتحدة والإمارات والصين وفرنسا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي وسويسرا ووكالات تابعة للأمم المتحدة وجنوب إفريقيا وقطر والكويت وتركيا والسويد وكندا.
وأضاف أن “السفراء أكدوا في البيان انحيازهم إلى جانب المقاومة الشعبية للانقلاب”.
تعليق معونة أمريكية للسودان تبلغ 700 مليون دولار
و قد أعلنت الولايات المتحدة عن تعليق المساعدات الاقتصادية – الطارئة و التي قدمت بعد الثورة السودانية علي البشير – والتي كان الكونغرس الأمريكي قد أقر تقديمها للسودان و تبلغ قيمتها 700 مليون دولار، و قد علقت الولايات المتحدة هذه المعونة تعبيراً عن الإدانة الأمريكية للانقلاب العسكري في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تلك المساعدات كانت تستهدف دعم الانتقال الديمقراطي في السودان، وقد تم إيقافها بعد انتزاع الجيش السوداني السلطة من الحكومة انتقالية يوم الاثنين.
لكن رئيسة وكالة المعونة الأمريكية سامنتا باور قالت إن المعونة الانسانية التي تقدمها بلادها للسودان لن تتوقف.
وجاء في بيان أصدرته “ان المعونة الإنسانية المقدمة للشعب السوداني والتي تجاوزت قيمتها خلال السنة المالية 2021 مبلغ 386 مليون دولار ستستمر
سفراء السودان لدى فرنسا وبلجيكا وسويسرا يعلنون انحيازهم للشعب وثورته
أعلنت وزارة الإعلام السودانية، اليوم الثلاثاء، أن سفراء السودان في كل من فرنسا وبلجيكا وسويسرا أعلنوا عن إدانتهم للانقلاب العسكري وأكدوا وقوفهم إلى جانب الشعب السوداني ومطالبه.
ونشرت الوزارة على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، بيانا لسفراء السودان الثلاث (عمر بشير مانيس – سفير السودان لدى فرنسا، عبدالرحيم احمد خليل – سفير السودان لدى بلجيكا والاتحاد الاوروبى، على بن ابى طالب عبدالرحمن الجندى- سفير السودان لدى سويسرا ومكتب الامم المتحدة بجنيف)، قالوا فيه: “إذ ندين باشد العبارات الانقلاب العسكرى الغاشم على ثورتكم المجيدة، نرحب بالمواقف الدولية القوية وندعو الدول والشعوب المحبة للسلام الى رفض الانقلاب ونعلن انحيازنا التام الى مقاومتكم البطولية التى يتابعها العالم اجمع ونعلن سفارات السودان لدى فرنسا وبلجيكا وسويسرا سفارات للشعب السودانى وثورته”.
الترويكا الدولية: إجراءات العسكريين في السودان خيانة للثورة ومطالب الشعب
وصفت “الترويكا” الدولية -وتضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج- سيطرة العسكريين على السلطة في السودان بـ”خيانة للثورة والانتقال والمطالب المشروعة” للشعب السوداني.
وجاء في بيان لـ”الترويكا” أنها “قلقة للغاية إزاء الوضع في السودان وتدين تعليق عمل مؤسسات الدولة، وإعلان حالة الطوارئ واحتجاز العسكريين رئيس الوزراء حمدوك وغيره من أعضاء القيادة المدنية”، وفق ما نقله موقع “روسيا اليوم”.
ودعت “الترويكا” العسكريين في السودان إلى “الإفراج فورًا عن المحتجزين بصورة غير شرعية”.
وأضافت أن “أعمال العسكريين تمثل خيانة للثورة والانتقال والمطالب المشروعة للشعب السوداني بالسلام والعدالة والتنمية الاقتصادية”.
وشددت الدول الثلاث على ضرورة “احترام حرية التعبير والتجمع السلمي، وتجنب العنف وإراقة الدماء، وعودة شبكات الاتصال”.
وأكدت أنها “ستواصل دعم العاملين من أجل سودان ديمقراطي مع حكومة مدنية ذات شرعية كاملة”، معتبرة ذلك “أفضل ضمانة لاستقرار البلاد والمنطقة على المدى الطويل”.
وأَضافت: “نرفض محاولة تقويض الانتقال نحو انتخابات ديمقراطية وندعو إلى عودة عاجلة للحكومة بقيادة مدنية على أساس الإعلان الدستوري وغيره من الوثائق التأسيسية للانتقال”.
مصر ، السعودية و الإمارات .. تصريحات لضبط النفس و الأمن أولاً
قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن مصر تدعو “كافة الأطراف السودانية الشقيقة، في إطار المسؤولية وضبط النفس، لتغليب المصلحة العليا للوطن والتوافق الوطني”.
في الوقت نفسه، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن “المملكة تتابع بقلق واهتمام بالغ الأحداث الجارية، وتدعو إلى أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية، وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية في السودان الشقيق”.
وبدورها، أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن دولة الإمارات “تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان الشقيق”، داعية إلى “التهدئة وتفادي التصعيد”، مؤكدة “حرصها على الاستقرار وبأسرع وقت ممكن، وبما يحقق مصلحة وطموحات الشعب السوداني في التنمية والازدهار”.
و بالرغم من عدم وضوح بعض التصريحات في وصف ما حدث في السودان بالانقلاب العسكري إلا أن أغلب التصريحات كانت مؤيدة للشعب السوداني إلى حد عقد جلسة طارئة بالأمم المتحدة لمناقشة الأوضاع بالسودان ، و قد تلا ذلك إطلاق سراح رئيس مجلس الوزراء السوداني بعد خطفه هو و زوجته من منزليهما ، كما تم البدء بإعادة تشغيل الإنترنت في العاصمة الخرطوم .
و فيما نشرت إحدى الصحف الفرنسية مقالاً بعنوان : انقلاب السودان.. هل صادف هوى في نفوس الجيران؟ ، نتسائل إذا كان الأمن و ضبط النفس هو ما أبلغ ما يقال في حكم القضاة العادلين أو في المواقف الفيصلية المتعلقة بمستقبل الشعوب ؟