طالب أهالي قرية الكوم الأحمر بتأجيل التطوير و الترميمات في مدرسة ” الشهيد شحاتة علي أحمد” إلى عطلة نهاية العام الدراسي ، ومساعدتهم لإنشاء مدرسة ثانية داخل القرية، و ذلك بعد صدور قرار بترميم هذه المدرسة و نقل طلابها إلى مدرسة أخرى بقرية النخيلة التي تبعد 4 كيلومتر عن القرية.
يقول الأهالي بأن قرية الكوم الأحمر التابعة لمحافظة أسيوط ، يبلغ عدد سكانها 45 ألف نسمة و لا يوجد بها سوى مدرسة واحدة وهي مدرسة ” الشهيد شحاتة علي أحمد” ، و التي تضم عدة مراحل دراسية بدءاً من الحضانة و المرحلة الابتدائية ، و حتى بعض فصول المرحلة الإعدادية – التي تعمل بالفترات المسائية- .
و يؤكد أهالي القرية بأنهم قاموا بجمع مبلغ و قيمته 350000 جنيه ليطالبوا الدولة باستكمال هذا المبلغ لما يمكن الدولة من بناء مدرسة أخرى ، حرصاً على الطلاب و الطالبات من الحوادث التي قد تنجم عن اكتظاظ الفصول و لأن القرية تضم عدداً من العزب والنجوع ، و لا يكفي لخدمة طلابها مدرسة واحدة.
و في ذلك يقول جمال يوسف -مدرس بالمدرسة – ذاتها: ” تبلغ المسافه بين قرية الكوم الأحمر و قريه النخيله 2 كيلو و المدرسة التى سوف يتم نقل الطلاب اليها تبلغ مسافة بينها وبين الكوم ٤ كيلو علي طريق السريع أسيوط سوهاج ، وهذا يعرض أولادنا لمخاطرة كبيرة”.
ويضيف جمال:” المدرسة فيها ما يزيد عن 1400 طالب وطالبة من الحضانه إلى الإعدادي ، و الذي طالب بترميمها هو المدير ” أحمد ثابت ” و المدرسة – في رأي جمال – لا تحتاج إلا دهان وتركيب مفاتيح كهرباء وتصليح الصرف الصحي.
أما مصطفي حسين فله رأي آخر حيث يقول : “نحن لسنا ضد التطوير ولكن نطالب الدولة بتأجيل التطوير للأجازه الصيفية”.
كما أضاف مختار عبد الحق 70عام :” همنع أولادي من الذهاب إلى المدرسة في النخيلة وبلاش تعليم السنة دي ، صعب عليا
إن أنقل أولادى من قرية لقريه”.
و تناول جمال مختار الحديث قائلا: “المصاريف تقيلة علينا ونحن إلى الآن لم نسدد فلوس الكتب وفي مشاكل ثأرية بين قرية الكوم الأحمر وقرية النخيلة”.
و أضاف رفعت نور الدين : ” المدرسه مبنية منذ 10 سنوات ، ونحن لسنا ضد التطوير احنا مبسوطين ومؤيدين تطوير المدرسه ولكن نطالب الدولة بتأجيل هذا التطوير إلى الفتره الصيفيه ، لأن أولادنا صغيرين و صعب عليهم النقل من مكان لمكان، وفي كثير مننا عليه ثار فى قرية النخيلة ، هنخاف نبعت ولادنا ، ولو حصل حاجه (كلنا هنمسك في بعض) ،و بقى صعب علينا ان احنا نروح قرية النخيلة” .
و يتسائل أحد أولياء الامور: “لماذا يتم ترميم المدرسة بعد بدء العام الدراسي بشهر ؟”.
وأضاف أحد أولياء الأمور :” يوجد كثير من المطبات وحوادث يومية بسبب الطريق ،فكيف سأنقل أطفال إلى مدرسة في الليل على الطريق السريع والمكان اللي هم منقولين فيه ده مجمع مدرسي و على الخط السريع أسيوط سوهاج (انا راجل باعمل باليومية هسيب شغلي وأتفرغ لأولادى عشان نقل مدرستهم ، طيب أأكلهم منين والبهوات اللي قاعدين على المكاتب بيكتبوا قرارات وخلاص)”.
كما يتسائل أحدهم و هو يعمل بجامعة أسيوط : ” إضافة لعدم استطاعتي لترك عملي من أجل نقل أطفالي للمدرسة فيه كمان ضغط على مدرسة النخيلة و الفصل الواحد فيه 70 طالب ، فازاي نقلوا ولادنا لمدرسة فيها الضغط دا على الفصول؟”
أضاف أحد الاباء: “التكاتك عايزين ياخذوا على الطالب 500 جنيه يعني أنا معي أربع أولاد و كدا محتاج 2000 جنيه في الشهر بس مواصلات الأولاد من الكوم الاحمر إلى النخيلة، ده غير الأكل والشرب ومصاريفهم و احنا لحد دلوقتي مدفعناش فلوس”.
عم محمود فلاح 70عام يقول : ” حمنع ولادي من الذهاب إلى المدرسة لأني بشتغل فلاح باليومية و مش معايا فلوس كفاية عشان أوديهم مدرسة بعيدة وكل حاجه بأت غالية ، و المصاريف صعبه علينا”.
و قد قرر الآباء بالإضراب التحذيري المتمثل في منع الطلاب من الذهاب للمدرسة مطالبين الدولة بتأجيل الترميم للأجازة الصيفية و بناء مدرسة واحدة – على الأقل – أخرى لخدمة القرية.
و نتسائل في ظل المشروعات التي تكلف الدولة مليارات و خصوصاً بالمدن الجديدة عن أهمية أبناء و بنات القرى لدى الحكومة المصرية حيث أنهم الآن معرضون لفقدان فرصة التعليم بسبب القيود التعجيزية التي فرضتها عليهم الدولة لتعليم أبناءهم ، و نتسائل أيضاً عن تعاون وزارات الدولة مع بعضها البعض حيث من الممكن أن توفر وزارة الأوقاف مكاناً قريبا للطلاب لتعليمهم بتحويل مسجد من المساجد إلى فصول دراسية إذا رأت الأوقاف بأن المصلحة تقتضي ذلك.