بدأت فعاليات مليونية السودان التي دعا لها تجمع المهنيين السودانيين تحت عنوان ” مليونية إسقاط المجلس العسكري الانقلابي” و تحت شعار تحت شعار “لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية” ،و ذلك في أكثر من محافظة في ظل انقطاع لخدمات الإنترنت و إغلاق للكثير من الطرق في السودان .
الهتافات التي تم الإعلان عنها من خلال صفحة تجمع المهنيين السوداني تضمنت هتافات مثل : “حكم العسكر ما بيتشكر يسقط يسقط حكم العسكر” و ” الشعب شعبي أقوى و الردة مستحيلة “.
تحركات القيادة العسكرية .. مجلس سيادة جديد و إغلاق الجسور إلى الخرطوم
استباقًا للاحتجاجات قامت السلطات السودانية بإغلاق معظم الجسور المؤدية إلى العاصمة السودانية الخرطوم، منذ منتصف ليل السبت.
و قد أدّى أمس الجمعة أعضاء مجلس السيادة الجدد في السودان، القسم أمام رئيس المجلس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ورئيس القضاء.
وقال التلفزيون السوداني إنَّ محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع وأعضاء مجلس السيادة الجدد قاموا بأداء القسم أمام البرهان ورئيس القضاء ، فيما رفضت لجان المقاومة المجلس الجديد و أعلنت عدم اعترافها بقرارات المجلس العسكري في السودان.
جيش تحرير السودان يعلن دعمه للثورة
و قلباً لموازيين القوى ، أعلن مكتب “جيش تحرير السودان” بمدينة جوبا بالأمس الجمعة، دعمه للتحركات المناهضة لاستيلاء الجيش على السلطة ومساندته للمليونية التي دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين اليوم السبت.
و جيش التحرير الشعبي السوداني هو حركة انفصالية مسلحة تحولت بعد الانفصال عن السودان إلى جيش جنوب السودان، تأسس سنة 1983 أثناء الحرب الأهلية السودانية الثانية وكان يتزعمها جون قرنق ، وعدد جنودها يبلغ حوالي 140 ألف مقاتل،.
وقال مكتب “حركة جيش تحرير السودان” في بيان، إنه “يثمن عاليا نضالات الشعب السوداني لا سيما الكنداكات والشفاتة والجيل الراكب راسو، الذين أشعلوا الثورات التراكمية منذ أكتوبر 1964 وأبريل 1985، وإنتفاضة سبتمبر 2013 إلي ثورة ديسمبر المجيدة 2018 التي إختطفها القوي الصفوية التي تحالفت مع جنرالات اللجنة الأمنية للبشير وحرفوا الثورة عن مسارها وأهدافها وأدخلوا السودان في نفق مظلم، وعطلوا عجلة التغيير الذي يقود إلي التغيير الشامل وتصفية النظام البائد ومؤسساته”.
واتهم المكتب الجيش السوداني بـ”بخيانة شركاؤهم في الحرية والتغيير” والاستيلاء على السلطة في 25 أكتوبر.
وأعرب عن إدانته “لجرائم قتل المتظاهرين والمحتجين السلميين وحملات الإعتقالات والملاحقات والإختفاء القسري للناشطين، ومصادرة الحريات وقطع شبكات الإتصال والانترنت بالسودان”، كما طالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين فورا وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك.
اتهامات قطرية لإسرائيل ودولة عربية بالتخطيط لما حدث بالسودان
تأتي تلك الأحداث تزامناً باتهام رئيس وزراء قطر الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إسرائيل ودولة عربية لم يسمها بالتخطيط للأحداث التي يشهدها السودان.
وقال الشيخ حمد، في تغريدتين نشرهما بالأمس الجمعة عبر “تويتر”: “إن ما جرى ويجري في السودان ما هو إلا من النتائج الأولى للتخطيط والتنسيق والتعاون بين إسرائيل ودولة عربية للأسف، مع العلم أن تلك الدولة كانت تروج في المحافل الغربية بأنها غيرت سياستها وبدأت تهتم الآن فقط بالاقتصاد والتنمية”.
وتابع آل ثاني: “على أن هدفي هنا ليس نقل الأخبار، بل أريد أن أؤكد أننا نحتاج لأن نحترم وندعم إرادة الشعوب وألا نتدخل لفرض سياستنا، سواء كانت ناجحة أو فاشلة، أو قناعاتنا على الغير”.
و تأكيداً لتصريحات قطر كان قد ذكر موقع “Axios” الأمريكي أن وفدا من “الموساد” الإسرائيلي زار مؤخراً السودان حيث بحث مع مسؤولين محليين تطورات الأوضاع في البلاد على خلفية الانقلاب العسكري على السلطة المدنية كما أجرى محادثات مع مسؤولين عسكريين سودانيين.
ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين أن “هذه كانت مجرد مهمة لتحديد الحقائق”، مبينا أن اللقاءات جرت ليس مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، لكن مع مسؤولين آخرين.
وجرت الزيارة، حسب “Axios”، في الوقت الذي تطلب فيه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من “الحكومة الإسرائيلية أن تستفيد من علاقاتها الوثيقة مع البرهان لدعوة العسكريين إلى إعادة الحكومة الانتقالية”.
تضامن جميع النقابات العمالية في السودان
و قد أعلنت نقابات السودان قبل المليونية بيومين في بيان مشترك جاء فيه : ” جماهير شعبنا الأحرار.. العمال الأوفياء فى الهيئات و المؤسسات فى القطاعين العام والخاص نود أن نطلعكم بأننا ظللنا نتابع بكل آسف الانقلاب الذى حدث فى صبيحة 25 أكتوبر 2021م و ما بعده و ما تلاه من إجراءات قمعية طالت الشرفاء من أبناء الوطن بالاعتقال و التحفظ و الإقامة الجبرية و إعادة إنتاج النظام البائد بالاحلال و الابدال فى المواقع الحكومية المختلفة في الوزارات والمؤسسات و الهيئات.
لذلك نعلن نحن في تضامن نقابات السودان المكون من أكثر من 25 جسم نقابى نعلن رفضنا التام للانقلاب العسكري و الإجراءات التي تمت بموجبه و أننا سوف نقف الموقف الصحيح و التاريخى وفقاً لمبادئنا . ..الداعمه لقيام دولة القانون و المؤسسات و الحكم المدنى الديمقراطي الراشد الذى يلتزم و يعبر عن روح الثورة السودانية و يحقق شعاراتها و طلعات شعبنا فى الحرية و السلام و العدالة.
و عليه ندعو كل الأجسام بالتضامن النقابى و الأجسام الثورية الأخرى بالمشاركة الفاعله *فى مليونية 13 نوفمبر 2021م* و ذلك رفضا للانقلاب و لاستعادة الحكم المدنى و مؤسسات الفترة الإنتقاليه و إسقاط حكم العسكر”.
فمتى يتدخل شرفاء السودان في الجيش السوداني حقناً للدماء و تلبية لمطالب الشعب السوداني بتحقيق دولة مدنية و احتراماً للوثيقة الدستورية ؟ و متى تتحقق آمال الشعب السوداني في مسار ديمقراطي و حكومة مدنية و دولة تخلو من الفساد؟