وظفت أمريكا الشمالية عددا قياسيا من الروبوتات خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي 2021 حيث سارعت لتسريع خطوط التجميع وطلب المصانع والمستخدمون الصناعيون الآخرون 29000 روبوت بزيادة 37% عن نفس الفترة من العام الماضي 2020 بقيمة 1.48 مليار دولار وفقا لبيانات مجموعة Association for Advancing Automation.
ويعد الاندفاع على طلب الروبوتات جزءا من زيادة أكبر في الاستثمار حيث تسعى الشركات إلى مواكبة الطلب القوي الذي ساهم في بعض الحالات إلى نقص السلع الأساسية وفي الوقت نفسه كافحت العديد من الشركات لجذب العمال ونظرت إلى الروبوتات كبديل لإضافة العناصر البشرية عبر خطوط التجميع. كما اشترت شركات السيارات منذ فترة طويلة معظم الروبوتات الصناعية للاندفاع نحو المزيد من زوايا الاقتصاد.
ونمت الطلبيات المتعلقة بالسيارات للروبوتات بنسبة 20 %لتصل إلى 12544 وحدة خلال التسعة أشهر الأولى بينما توسعت الطلبات من قبل الشركات غير المرتبطة بالسيارات بنسبة 53% لتصل إلى 16355 وفقًا لـ Association for Advancing Automation.
وتمتلك شركة أثينا للتصنيع التي تصنع المعادن لمصنعين آخرين في أوستن بولاية تكساس سبع روبوتات حتى الآن، بما في ذلك أربع روبوتات تم تركيبها هذا العام.
واشترت الشركة أول آلة في عام 2016 وقالت إن الآلات ساعدتها في الاستجابة لزيادة الطلب، بما في ذلك قفزة بنسبة 50% في طلبات الأجزاء التي يستخدمها مصنعو معدات أشباه الموصلات.
وأظهرت دراسة حديثة شارك فيها دارون أسيموجلو الخبير الاقتصادي والأستاذ في معهد ماساشوستس للتقنية أرقامًا دقيقة للتحول الرقمي حيث أن إضافة روبوت واحد لكل ألف عامل، قلل نسبة العمالة بمقدار 0.2% مع حدوث تفاوت في الأثر وفقًا للمنطقة؛ أي أن كل روبوت إضافي أصبح بديلًا لنحو 3.3 عمال وسطيًا وخفض الأجور بنسبة 0.4%.
ومن ناحية أخرى، أشارت الدراسة إلى أن الروبوتات بعيدة جدًا عن السيطرة على الأعمال، على الرغم من اختلاف تأثيرها وفق الصناعة والمنطقة.
ووجد الباحثون أن المناطق التي نحى فيها كل روبوت نحو 6.6 عاملًا، شهدت جوانب إيجابية بالمقابل انعكست على السكان، في صناعات أخرى ومناطق أخرى من البلاد، من خلال تخفيض تكلفة السلع، ما دفع الباحثين لاحتساب أن كل روبوت يستبدل 3.3 وظيفة على مستوى البلد بأكمله.
بينما توصلت أحدث دراسة للمُنتدى الاقتصادى العالَمى بعنوان “مستقبل الوظائف” إلى أن الروبوتات ستقضى على 85 مليون وظيفة فى الشركات متوسطة وكبيرة الحجم خلال السنوات الخمس المُقبلة، فيما تُسرِع الجائحة من التغيرات فى مكان العمل الأمر الذى قد يؤدى إلى تضاعف هذه التفاوتات والمخاوف معا.
فهل من المنتظر خلال الفترة القادمة أن يتم الاستغناء عن العديد من العمالة البشرية في العالم بسبب الاعتماد على الروبوتات ؟