على الرغم من أن القارة الأفريقية تنعم بالذهب ، والماس ، والنفط ، والكولتان ، والبوكسيت ، واليورانيوم ، وخام الحديد ، وغيرها من الموارد القيمة ، إلا أن سكانها ظلوا لفترة طويلة من بين أفقر سكان العالم. ففي حين أن عدد من الدول الأفريقية قد تقدم نسبيًا ، إلا أن معظم الدول الأخرى غارقة في الفقر و المديونية.
إن وفرة الموارد الطبيعية للقارة في كثير من الحالات يكون لها تأثير ضئيل للغاية على نوعية حياة شعبها على مدى سنوات عديدة ، و هو أحد الألغاز العظيمة التي تحيط بتجمع 54 دولة في أفريقيا.
كما أنه أمر مزعج بشكل خاص للعديد من المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية والجماعات الخاصة التي كانت تحاول منذ عهد الاستقلال تعزيز التنمية الإقليمية ، وإنتاج الغذاء ، والتعليم ، والإسكان الأفضل ، والرعاية الصحية ، والبنية التحتية المحسنة ، والوظائف والنمو الاقتصادي ، فعلى الرغم من مرور حوالي ستة عقود على نهاية الحقبة الاستعمارية ، إلا أن الحكومات الأفريقية غالبًا ما تبدو عاجزة عندما يتعلق الأمر بإخراج شعوبها من الفقر المدقع ،لدرجة أن التغيير قد يبدو مستحيلاً.
هذا ما دفع إحدى الناشطات في بوركينا فاسو لمواجهة الرئيس الفرنسي و إخباره بأن المساعدات التي لا يترتب عليها قدرة البلاد على النهوض و الاعتماد على ذاتها هي مساعدات مذلة و مهينة ، و أنه يزعجها استخدام عبارة ” مساعدات من أجل التنمية” ، و هي تقصد بذلك بأن مساعدات الغرب لأوروبا لا توجه بشكل يساعد على تنمية حقيقية ، كما قالت بأن الخطابات عن أفريقيا مهينة و أنه يوجد بأفريقبا مبتكرون و مستثمرون.
"خطاباتكم عن إفريقيا مهينة.. "مساعدة إفريقيا على التنمية".. المساعدة طالما أنها لا تساعد يجب التخلّص منها لأنّها تجعلك عبدًا.. إذن يكفي!".. شاهد: ناشطة من بوركينا فاسو تفحم ماكرون خلال قمة إفريقيا-فرنسا pic.twitter.com/nfCJASyIjP
— مجلة ميم (@MeemMagazine) October 9, 2021
يفسر البسطاء من الشعب الأفريقي هذا الأمر بالفساد السياسي الداخلي أحياناً ، و بنظريات المؤامرة التي قد تشمل الدول الكبرى أحيانا أخرى، و المثير في الأمر ، أن هذه النظريات التي يطلقها البسطاء قد يرجح الكثير من صحتها ، خصوصاً بعد النظر إلى تصريحات عمال أرصفة الموانيء الذين كشفوا عن صفقات ” تجارة السلاح ” التي تخرج عن حدود الاتفاقيات الدولية ، و إلى دعم الدول الغربية لدول أفريقية يحكمها “جنرالات” لهم ملف وضيع في مجال حقوق الإنسان، و إلى رفض بعض الدول الكبرى لمجرد الاعتراف بوجود انقلاب عسكري حادث في هذا البلد الأفريقي أو ذاك كما حدث مؤخراً مع السودان .
لقد قام أحد الكتاب و يدعى “توم بورجيس” بتأليف كتاب عن ثروات أفريقيا بعنوان “آلة النهب” ، و الذي يفضح بعض أمراء الحرب ، والأوليغاركيين – حكم أقلية تملك المال والسلاح- والشركات متعددة الجنسيات ، والمهربون ، الذين يتفقون و يتحالفون لسرقة و اقتسام ثروات أفريقيا فيما بينهم، و يذهب بورجيس خطوة أبعد ، مجادلاً بأن كل فرد من العالم ،يتحمل المسؤولية عن هذا الموقف المؤسف.